التحقيق التالي يتناول "سوء التغذية" وأسبابها وأنواع المرض التي تنتج عنه وتأثيره في الأطفال والمراهقين بشكل خاص وكيفية المعالجة• تفسر الدكتورة وداد نبيه أحمد، أخصائية الأمراض الباطنية والصدرية في مستشفى الزهراء بالشارقة أن سوء التغذية هو عدم التوازن بين المواد الغذائية والطاقة مع احتياجات الجسم لحدوث النمو والقيام بوظائفه الحيوية المختلفة• وقالت إن سوء التغذية هو من أهم العوامل المسببة للمرض والوفاة، كما يشكل أكثر من 50% من حالات الوفاة لدى الأطفال حول العالم• وتضيف أن هناك أنواعا مختلفة من سوء التغذية منها: * سوء التغذية الناتج عن نقص البروتين الذي يؤدي الى أمراض معينة عند الأطفال• * سوء التغذية الناتج عن نقص الفيتامينات والمعادن المختلفة مثل الحديد واليود والزنك والتي لها تأثير كبير في معدل النمو والتطور عند الأطفال• وأوضحت أنه ينتج عن سوء التغذية تأثير سلبي في جميع أعضاء الجسم، حيث تختل التفاعلات الكيميائية في الجسم مما يؤدي الى اضطرابات في النمو وضعف الجهاز المناعي للإنسان، وبذلك يصبح عرضة للإصابة بأمراض متعددة مثل الالتهابات الحادة والنزلات المعوية• وقد أظهرت الدراسات العلمية أن معدل نمو العقل لدى الطفل في حال إصابته بسوء التغذية يكون بطيئاً، كما يقل عدد الخلايا العصبية في الدماغ، وقد بينت الدراسات أيضاً أن سوء التغذية يؤدي الى تلف في خلايا الكبد والقلب وضمور في خلايا الأمعاء• وتتابع الدكتورة وداد أنه في حال تحول سوء التغذية الى حالة مزمنة لدى الأطفال ينعكس ذلك سلباً على شكل اضطرابات في التفاعل البطيء للمؤثرات الخارجية وعدم التركيز وتأخر في مراحل النمو العقلي والجسدي، حيث تختلف نسبة هذا التأخر حسب المرحلة العمرية التي حدث فيها سوء التغذية، اذ كلما قل العمر كانت العواقب وخيمة• وتضيف أن الأطفال حديثي الولادة غير مكتملي النمو فهم أكثر عرضة من غيرهم لسوء التغذية، حيث إنهم يحتاجون الى تناول ألبان خاصة مزودة بعناصر غذائية لتعويض النقص الحاد لديهم• وعن الإصابة بسوء التغذية خلال فترة المراهقة أوضحت أنها تكون ناتجة عن العادات والحميات الغذائية الخاطئة التي يلجأ إليها الشبان بهدف المحافظة على أوزانهم، حيث تكثر في هذه المرحلة العمرية امراض معينة مثل "فقدان الشهية" أو "الشره المرضي"، كذلك فإن الذين يتعاطون المخدرات والكحوليات يكونون أكثر عرضة من غيرهم للاصابة بأمراض سوء التغذية• وأشارت الدكتورة وداد الى أن المصابين بأمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي أو سوء امتصاص الأمعاء أو الأورام الخبيثة وعيوب القلب الخلقية والتهاب الأمعاء المزمن، يكونون عرضة للإصابة بسوء التغذية نظراً لأن بعض هذه الأمراض تؤدي الى فقدان الشهية وإعاقة عملية الهضم والامتصاص بسبب الأمراض التي تصيب الكبد والأمعاء• وذكرت أن أعراض أمراض سوء التغذية ترتبط بنوع العنصر الناقص في الجسم، ويمكن للطبيب ان يحدده بواسطة الفحص الأكلينيكي وبعض الفحوصات المعملية، فعلى سبيل المثال فإن نقص الحديد يؤدي الى شحوب في اللون، وصداع شديد وتغيرات في الأظافر، أما نقص اليود فإنه يؤدي الى تضخم في الغدة الدرقية، تأخر النمو لدى الأطفال مع حدوث تخلف عقلي في حالة اصابته بسوء التغذية في المرحلة الأولى من عمره مع عدم معالجته• وتوضح أن علاج سوء التغذية يبدأ بعلاج المسبب لهذه الحالة المرضية مع رفع القيمة الغذائية المعطاة للمريض وتعويض النقص بطريقة صحية وبجرعات مناسبة، الأمر الذي يؤكد ضرورة تناول الطعام الصحي المتزن منذ البداية والذي يشتمل على جميع العناصر الغذائية مثل بروتين، كربوهيدرات، ودهون وأملاح ومعادن وماء، لكن مع كميات متزنة ومتلائمة مع احتياج الجسم لها•