تشكو الكثير من الأمهات من رفض أطفالهن تناول وجبة الإفطار واكتفائهم بما يأخذونه معهم إلى المدرسة من أطعمة باردة مثل الحلوى والعصائر التي لا تعوض بالشكل المناسب الفطور المنزلي وتعرضهم إلى الإصابة بأمراض مختلفة كالسمنة والسكري وسوء التغذية نتيجة نقص الفيتامينات الضرورية لنمو أجسادهم. تشير الدكتورة أمينة برناوي إلى أهمية تناول وجبة الفطور حيث إنه يساعد الجسم على القيام بالنشاط اليومي في العمل أو التعلم على أحسن وجه ودون تعب ويمنح الجسم القدرة على الحركة والإنتاج، كما أنه ينبه الذهن ويساعد على التركيز خلال فترة الدوام من خلال إمداد الفرد بالطاقة والسعرات الحرارية اللازمة لذلك. وأضافت أن إهمال وجبة الفطور المتوازنة بالمنزل يزيد فرص تناول الأطفال للمأكولات المصنعة والمعلبة مثل المشروبات الغازية والحلويات والسكاكر أثناء تواجدهم في المدرسة كوجبة فطور، وهو حال العديد من تلاميذ المدارس في مجتمعنا، مشيرة إلى أهمية الامتناع عن تناول تلك الأطعمة وذلك لاحتوائها على كميات عالية جدا من الدهون والسعرات الحرارية العالية، مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة وكذلك زيادة فرص التعرض لأمراض القلب نتيجة لاستهلاك كميات عالية جدا من الدهون وارتفاع كولسترول الدم. وأكدت الدكتورة أن تناول أطعمة تحوى القمح صباحا يعد مفيدا جدا لاحتواء تلك الأطعمة على الألياف الغذائية، فقد أثبتت الدراسات العلمية أهمية الألياف لجسم الإنسان، حيث تقيه من الأمراض السرطانية خاصة سرطان القولون وسرطان الثدي، أضاف إلى أنها تنظم مستوى السكر في الدم في معدله الطبيعي لذا ينصح مرضى السكر بتناول الألياف بكميات عالية لتخفيض مستوى السكر في الدم، كما أن القمح غني أيضا بفيتامينات ''ب'' المركبة وتشير الدراسات العلمية إلى أن الاستيقاظ باكرا من الأمور الشاقة على النفس لذلك فإن كثيرا من الناس يحاولون تجنب هذه الفترة بكل ما فيها ويهملون وجبة الفطور على الرغم من تأكيد الأطباء والبحوث الطبية على أهمية هذه الوجبة لجميع الفئات العمرية. وتؤكد الدكتورة برناوي أن وجبة الفطور تمثل ثلث الاحتياجات اليومية من الطاقة والعناصر الغذائية ولذلك فلابد أن تكون وجبة متوازنة صحية ومحتوية على جميع العناصر الغذائية من بروتين ونشويات وقليل من الدهون بالإضافة إلى الفيتامينات الموجودة في الخضر والفاكهة والمعادن وأهمها الكالسيوم الموجود في الحليب ومشتقاته من الأجبان التي تساعد على نمو وتقوية العظام وللحصول على وجبة غذائية كاملة، في بداية اليوم تنصح بأن يشتمل الفطور على كوب من الحليب مع قليل من السكر إضافة إلى شريحة من الخبز مع الجبن أو الزبدة، وتشدد على أن الحليب يجب أن يرافق وجبة الفطور في جميع مراحل حياة الإنسان من الطفولة المبكرة وحتى الشيخوخة. ومن ناحية أخرى فإن كثيرا من الأمهات يشتكين بأن أطفالهن لا يقبلون على تناول الفطور، وتوضح الدكتورة برناوي أن ذلك مرده اعتياد الطفل على السهر ليلا والاستيقاظ في وقت متأخر أو قبل موعد المدرسة مباشرة مما يسبب قلة الشهية وعدم الإقبال على الفطور. وتشير إلى أنه من المهم أن يتم تعويد الطفل على النوم والاستيقاظ مبكرا فيكون لديه الوقت الكافي لتناول الفطور مضيفة أن للأسرة دورا كبيرا في تعويد الطفل على هذا السلوك. كما أن تناول وجبة الغداء داخل المطاعم المدرسية لا يعوض أبدا فطور الصباح رغم احتوائه على مواد غذائية متوازنة، إلا أنه يجب أن ينتبه الأولياء إلى ضرورة ألا تعوض وجبة بوجبة أخرى فلكل واحدة وقتها المحدد ومزاياها على النشاط البدني والعقلي للطفل أو البالغين على حد السواء خاصة بالنسبة للأطفال الذين يحتاجون إلى الغذاء لحركتهم ونشاطهم الزائد في الفترة الصباحية. العادات الغذائية في فترة الطفولة الأكثر استمرارا تؤكد الأبحاث الطبية أن العادات الغذائية التي يعتاد عليها المرء في فترة الطفولة هي المرشحة للاستمرار مدى الحياة، وبهذا فإن الأطفال الذين يميلون إلى حذف وجبة الفطور فإنهم على الأرجح يستمرون في هذه العادة الغذائية في فترة الرشد وتخلص نتائج هذه الأبحاث إلى أنه لابد أن يعتاد الطفل على تناول وجبة الفطور وتقع هذه المسئولية على كاهل الأبوين، وفى كثير من الأحيان ينصح بتناول ملعقة من العسل عقب الاستيقاظ مباشرة. ويؤكد أخصائيو التغذية أن تناول العسل أو الحليب بالعسل عوضا عن تناوله مع السكر يعتبر مفيدا حيث أن للعسل فوائد كبيرة نظرا لاحتوائه على معظم الفيتامينات وخاصة فيتامين ''أ'' و''ب'' وحمض الفوليك، وكذلك يعتبر مصدرا غنيا بالطاقة لاحتوائه على نسبة عالية من السكريات لذلك لا ينصح بإعطائه لمرضى السكر أومن يعانون من السمنة. وقد أظهرت نتائج العديد من الدراسات في أنحاء العالم أن تناول الإفطار يرتبط بتحسن القدرة على التحمل في بداية النهار والقدرة على الاستيعاب الدراسي والقيام بواجبات العمل، حيث يساعد الإفطار على سد النقص في مستويات جلوكوز الدم صباحا وهذا أمر هام، حيث أن الدماغ ذاته ليس لديه احتياطات من الجلوكوز ولا بد من تعويض النقص الحاصل من الجلوكوز فيه بصورة مستمرة. ويقول أحد خبراء التغذية ''إنه عندما تأخذ بعين الاعتبار بأنه مضى عليك ثمان الى تسع ساعات على تناولك وجبة العشاء، فإنه من الواضح أن التزود بالوقود من خلال الفطور سيجعلك تشعر بالراحة وتنجز عملك أفضل خلال اليوم، ويقر بهذا الباحثون في جامعة علوم الصحة في شيكاغو بعدما درسوا ما إذا كان لتناول وجبة الفطور تأثيرات مفيدة وإيجابية على مزاج الإنسان وأدائه المعرفي في فترة ما الظهيرة، ووجدوا أن تناول الفطور يمنع العديد من الآثار الضارة ومنها الصداع والإجهاد والتوتر. كما أن الدور المؤثر والفاعل للفطور في مساعدة الأطفال على أفضل أداء صفى تم توثيقه قبل أكثر من ثلاثين عاما في كلية الطب بجامعة أبوا، فقد اكتشف الباحثون أن الأطفال الذين لا يتناولون وجبة الفطور يواجهون مشكلة التركيز في المدرسة ويصابون بالإعياء وعدم الانتباه في فترة الظهيرة، وقد تم ربط ذلك بانخفاض مستوى السكر في الدم والذي لا يتم سد النقص فيه من خلال وجبة الفطور مما يسمح بالإصابة بالإعياء والإجهاد والتعب والضيق وبالتالي يتأثر التحصيل العلمي سلبا. وينصح الأخصائيون من أجل تفادى إغراء تخطى إعداد وتناول وجبة الفطور أن تكون هذه الوجبة من المواد الغذائية المعدة مسبقا أو التي تحتاج إلى وقت قصير لإعدادها. والأهم مما سبق أنه لا يوجد دليل على أن إهمال وجبة الفطور يساعد في إنقاص الوزن، وتشير الدراسات إلى أن من لا يتناولون الفطور يعوضون ذلك بأكل كمية أكبر من الطعام على وجبة الغداء لذلك فإنه من غير المجدي الاستغناء عن هذه الوجبة بدعوى اتباع حمية لإنقاص الوزن. ثلث سكان العالم لا يصلون إلى ذروة ذكائهم بسب نقص الفيتامينات أشار تقرير جديد نشرته جمعية اليونيسيف في نيويورك أخيرا إلى أن ثلث سكان العالم لا يصلون إلى ذروة ذكائهم وعطائهم بسبب نقص الفيتامينات والمعادن الزهيدة في الجسم. أجريت الدراسة في 80 دولة نامية، وبينت أن المؤسسات الصحية الدولية يجب أن تأخذ خطوة متطورة في مكافحة هذه الظاهرة وإلا فإن أهداف الأممالمتحدة لعام 2015 لن تتحقق، حيث أشارت هيئة الأمم إلى أنها سوف تقلل من نسبة وفيات الأمهات والأطفال ومعالجة ظاهرة الفقر والتخلف العقلي هذا وقد عرف الأطباء علاقة نقص الفيتامينات مع العمى وفقر الدم منذ زمن طويل، لكن تأثير نقص الفيتامينات على الطاقة الدماغية لم يعرف إلا قريبا وذلك اثر دراسات عصبية مكثفة. وعلى سبيل المثال وليس الحصر، فإن نقص معدن الحديد يؤدي إلى تثبيط الطاقة الدماغية ويقلل من نسبة الذكاء العامة لدى الشعوب ويقلل طاقة مناعة الجسم بمعدل 40 بالمائة، وأشارت الدراسة أن نقص هذا الفيتامين مسئول عن وفاة مليون طفل من الذين لم تتجاوز أعمارهم 5 سنوات.وأكثر من ذلك أشارت الدراسات إلى أن نقص اليود لدى النساء الحوامل يؤدي إلى ولادة 20 مليون طفل متخلف عقليا سنويا. وطالب الباحثون باتباع النهج الغربي الرخيص الثمن من أجل تحسين نوعية الحياة في بلدان العالم النامي. وأشاروا إلى أن هناك طرقا يمكن اتباعها من أجل حل مشكلة نقص الفيتامينات والمعادن في بلدان العالم النامي من الممكن أن تساعد في خفض عواقب نقص الفيتامينات والمعادن الفعالة جدا، فقد أنقذت عملية إضافة اليود إلى الملح أكثر من 70 مليون طفل من التخلف العقلي في بلدان العالم الثالث، وقد شجع التقرير الشركات المصنعة للأغذية لإنتاج وسائل بديلة من أجل حفظ الأغذية وتوزيعها على العالم وحث اليونيسيف الآباء والمدارس والحكومات والأجهزة الصحية على العمل من أجل منع إصابة الأطفال بسوء التغذية والأمراض المتعلقة بها.