مازال موضوع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يثير الكثير من الجدل في كل مرة تحل علينا هذه المناسبة، إذ يقع الكثير من علماء الدين في فخ التناقض مخيرين أو مجبرين. ففي الوقت الذي تصدر فتاوى بتحريم الاحتفال بهكذا مناسبة، تتجه الأغلبية للتحضير للاحتفال بكل أنواعه، مبررين فعلهم هذا بالعادة التي فطروا عليها والتي اكتسبوها عن الأجداد. المنشد ميروح: الرسول أكبر من أن يذكر في يوم وليلة اعتبر المنشد الجزائري ناصر ميروح أنه ضد فكرة ''الاحتفال'' بذكرى المولد النبوي الشريف، على اعتبار أن التذكير بسيرة ومناقب الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أن يخصص لها يوم في السنة، وإنما تكون على مدار السنة وفي كل الأوقات. وحتى نتجنب الوقوع في الإشكالية التي يطرحها علماء الدين حول كون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة، يقول ناصر ميروح إنه علينا التكثيف من النشاطات التي فيها تذكير بخصال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حتى ولو كان عن طريق الحفلات الإنشادية التي فيها مدح وإشادة بخصاله صلى الله عليه وسلم، وأن لا تكون هذه الأخيرة محصورة في تاريخ محدد فالرسول صلى الله عليه وسلم أكبر من ان يذكر في يوم وليلة. عياش: يجب الفصل بين الحفلات الإنشادية وذكرى المولد النبوي فيما اعتبر المنشد نجيب عياش أن موضوع تأكيد العلماء كون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة أصبح مثيرا للجدل في كل مرة تحل فيها هذه المناسبة، مبرزا بأن كل واحد ينظر للموضوع من زاوية معينة. ومن وجهة نظر المنشد نجيب عياش فإن تقديم هذه الحفلات الإنشادية لا إشكال فيه، إلا أن تخصيصها بالموازاة مع هذه المناسبة بالذات قد يثير بعض الجدل. وأعرب عياش عن أمله في فصل المسؤولين ومنظمي الحفلات الإنشادية هذه التظاهرات الدينية عن مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف. عبد الرحيم: لا بدعة في تذكير الناس بخصال الرسول أكد المنشد عبد الرحيم عضو في فرقة ''الأقصى'' أنه لا يرى مانعا في إحياء ذكرى خير خلق الله الرسول عليه أزكى الصلاة والسلام، موضحا في ذات السياق انه بالرغم من أن عددا كبيرا من رجال الدين تناولوا الموضوع بكثير من التشدد واعتبروا أن استذكار مولد الرسول عليه الصلاة والسلام بدعة، إلا أن فرقة الأقصى لها رأي مخالف، فهي ترى على لسان احد أعضاء الفرقة أنه لا حرج في الاحتفال بالمولد النبوي، حيث يقول عبد الرحيم ''مادام هدفنا من هذه الاحتفالات والأنشطة المكثفة والمتنوعة المصاحبة للحدث، التذكير بخصال وأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام، ومحاولة نشرها بين الناس خاصة الناشئة منهم، فلا حرج إطلاقا في مثل هذه الطقوس الدينية والتي يمكن أن تكون بمثابة رسالة قوية وهادفة للرد على الحملات الغربية الهمجية التي تترصد الإسلام بين الحين والآخر والوقوف في وجه أعداء الإسلام وأعداء الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل نصرته''. ويضيف عبد الرحيم أن هذه الاحتفالات تبتعد عن مجرد احتفالات وكفى بل تحمل عدة معانٍ وقيم. ومن جهة أخرى قال عبد الرحيم إن الفرقة متيقنة مما تفعله مادام هدفها خدمة الإسلام ومسارها واضح.