نفى وزير الشبيبة والرياضة الهاشمي جيار أي تقصير للدولة في دعم الرياضة والحركة الشبانية على مدار السنوات الأخيرة، وأرجع جيار التراجع الكبير الذي تعيشه الرياضة الجزائرية إلى عوامل تتعلق بالتسيير والتخلي عن سياسة التكوين على مدار العقدين الماضيين. وقال جيار خلال عرضه لبرنامج قطاعه أمام لجنة الشبيبة والرياضة والنشاط الجمعوي بالمجلس الشعب الوطني أمس، إن التراجع الكبير في ممارسة الرياضة المدرسية وتلاشي سياسة التكوين التي كانت مطبقة قبل سنة 1989 لما كانت الدولة تشرف بشكل كلي على القطاع، إضافة إلى الفوضى التي تشهدها النوادي الرياضية هي السبب المباشر وراء الانتكاسة التي تعيشها الرياضة الجزائرية. ولخص جيار وهو يتحدث إلى أعضاء لجنة الشبيبة والرياضة أهم المشاكل في التراجع الكبير في الرياضة المدرسية التي وصلت حسبه إلى 5 بالمئة فقط من إجمالي المتمدرسين في الجزائر، إضافة إلى تراجع نسبة ممارسة الرياضة في الوسط النسوي مثلا إلى 15 في المئة فقط من إجمالي الأشخاص الذين يمارسون الرياضة في الجزائر، وقال جيار إن الفوضى في تسيير النوادي والاتحادات الرياضية أصبحت أهم ميزة خلال فترة التسعينيات والسنوات التي تلتها هذا إضافة إلى التوزيع غير المتوازن في النشاطات الرياضية بين الولايات. وفيما يتعلق ببرنامج قطاعه قال جيار إن مصالح وزارته وضعت هذا البرنامج بعد مسح وصفه بالشامل، والذي يدخل في إطار بلورة السياسة الوطنية الجديدة للرياضة والتي جاءت عقب السياسة الوطنية للشباب، مؤكدا أنه يرتكز على 10 محاور رئيسية تتعلق بالتسيير والتمويل، المنشآت الرياضية سواء الجوارية أو تلك الخاصة بالمستوى العالي، التكوين، رياضة المستوى العالي، البحث العلمي في الرياضة والطب الرياضي، الرياضة في الوسط المدرسي والجامعي، التنسيق بين القطاعات المعنية بالرياضة. وأضاف الوزير أن دائرته الوزارية تراهن على سياسة التشاور والتنسيق مع الشركاء داخل القطاع أو خارجه من أجل تطوير وإنجاح السياسة الوطنية للرياضة التي تعكف وزارته على إنضاجها، مبررا ذلك بكون قطاع الشبيبة والرياضة الوحيد الذي يتم تسييره من قبل الدولة والحركة الرياضية والجمعوية. مضيفا أن ترشيد النفقات والعودة إلى التكوين من خلال سياسة واضحة ومنهجية مدروسة إضافة إلى تجنيب الدخول في صراعات مع الهيئات الرياضة الدولية هي أهم المفاتيح التي سيتم الاعتماد عليها في تطوير الرياضة.