قدر المختصون في أمراض الكلى، يوم الاثنين، بالجزائر العاصمة، تكلفة التكفل بحالة واحدة من العجز الكلوي بمليوني دينار . وأكد المتدخلون من مختلف الاختصاصات المرتبطة بأمراض الكلى عشية الاحتفاء باليوم العالمي للكلى الذي يصادف الخميس الثاني من كل شهر مارس لكل سنة أن عدد المصابين بالعجز الكلوي بالجزائر يصل إلى 13200 مصاب وأكثر من 1000 مريض خضعوا لعملية زرع الكلى. عرض البروفسور فريد هدوم، رئيس مصلحة أمراض الكلى بالمستشفى الجامعي نفيسة حمود، بارني سابقا، مختلف الأمراض التي تتسبب في العجز الكلوي مؤكدا على ضرورة الوقاية منها. ودعا البروفسور عبد الكريم براح، رئيس الجمعية الجزائرية لارتفاع ضغط الدم، إلى أن هذا الأخير يصيب نسبة 30 بالمائة من السكان البالغين أي ما يعادل 7ملايين مصاب. مؤكدا أن نسبة كبيرة من هؤلاء المصابين يتعرضون إلى الاصابة بالعجز الكلوي. ووصف البروفسور براح ارتفاع ضغط الدم بالمرض الصامت الذي يتطور ببطء لدى النسبة الكبيرة من الأشخاص مما يصعب على بعض المختصين الكشف عنه إلا بعد تعقد صحة المصاب، وذلك من خلال ظهور عدة أمراض أخرى من بينها العجز الكلوي. وبدوره أوضح رئيس الجمعية الجزائرية لداء السكري الأستاذ مصطفى خالفة أن هذا المرض الذي يصيب في الوقت الحالي ما بين 8 إلى 10 بالمائة من الأشخاص البالغين 30 سنة وما فوق، يبقى المتسبب الأول في فقدان البصر وبتر الساق والإصابة بالعجز الكلوي. ويرى ذات المختص أن المأساة في كل ذلك تكمن في العدد الكبير من الأشخاص الحاملين للداء والذين يجهلون إصابتهم. 40 بالمائة من مرضى السكري عرضة للإصابة بالعجز الكلوي تتعرض نسبة 40 بالمائة من المصابين بداء السكري، حسب البروفسور خالفة، إلى الإصابة بالعجز الكلوي الذي يعتبر من بين التعقيدات الخطيرة لهذا الداء. وبخصوص أمراض القلب والشرايين حثت البروفسور جميلة أدغار من المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في أمراض القلب ''محند معوش'' بالعاصمة على ضرورة إجراء فحوص على الكلى في حال ظهور تعقيدات عند المصابين بأمراض القلب. وركز البروفسور عثمان صالح على ضرورة إجراء فحوص عن الكلى لدى الأشخاص البالعين سن ال 60 وما فوق، رغم توفرهم على الصحة الجيدة لأن أمراض الكلى أعراضها غير بارزة فبمجرد ظهورها تبدأ مشقة المريض. وبدورهم أبرز المختصون في طب الأطفال ضرورة الكشف المبكر على أمراض الكلى الوراثية لدى الأطفال والتكفل بهم قبل أن يتطور المرض ويصبح بمثابة قصور كلوي. وحث المختصون في المخابر على الأهمية التي تكتسيها التحاليل الطبية لأمراض الكلى من أجل تيسير التشخيص المبكر للداء وبالتالي تفادي كل تعقيد. وتؤدي الكلى، حسب المختصين، وظائف هامة في التخلص من المياه والفضلات السامة عن طريق التبول كما يسهم هذا العضو ''النبيل'' في تنظيم واستقرار ضغط الدم وإفراز الكريات الحمراء وتزويد العظام بالكلسيوم وفيتامين ''د''. ويرى المختصون أنه بمجرد حدوث خلل بسيط في وظائف هذه الآلة يتعرض الأشخاص إلى أمراض خطيرة. ورغم التطورات التي توصل إليها العلم والإمكانيات التي وضعتها الدولة، فإن الفريق الطبي المنشط لهذا اللقاء يرى أنه لا يمكن ضمان التكفل الجيد بالمصابين إلا من خلال التوصل إلى توافق يجمع الاختصاصات المعنية.