وجهت أمس الجمعية الجزائرية لطب الكلى، الغسيل الدموي وزراعة الكلى نداء للسلطات المعنية لوضع برنامج وطني للكلى يستند على محاور مهمة أبرزها الوقاية من هذا الداء الثقيل الذي يزداد عدد ضحاياه سنويا وصلت آخر تقديرات الجمعية إلى أكثر من 6 ملايين جزائري من دون علمهم في الوقت الذي يسجل ذوي الاختصاص معدل إصابة بأمراض الكلى ومنها الفشل الكلوي المزمن يصل حوالي 6 آلاف حالة إصابة ثابتة سنويا. تفتقر المنظومة الصحية بالوطن حسب ما أشار إليه الدكتور محمد الطاهر ريان رئيس الجمعية الجزائرية لطب الكلى، الغسيل الدموي وزراعة الكلى إلى سجل وطني للكلى على غرار بقية الأمراض الثقيلة، وهو ما يسبب تدنّ فاضح في مستوى خدمات التكفل بمرضى العجز الكلوي عموما، ناهيك عن اللامساواة في توزيع مراكز التصفية الدموية عبر الوطن. هذه الأخيرة يصل عددها الى 270 مركزا منها 100 مركز تابعة للقطاع الخاص في وقت تعاني فيه مناطق الجنوب من انعدام هذه المراكز، ما يحتم على قاطنيها من عاجزي الكلى التنقل ثلاث مرات على الأقل الى ولايات أخرى للتصفية الدموية وهو ما يرهقهم ماديا ومعنويا. وبالحديث عن الإرهاق المادي الذي يتسبب فيه داء القصور الكلوي، أشار البروفسور ضيف منتدى المجاهد في ندوة صحفية عقدها أمس بمناسبة احياء اليوم العالمي للكلى المصادف لنهار اليوم 11 مارس الى أن هذا الداء يكلف الخزينة العمومية الملايين من الدينارات سنويا. علما أن دورة واحدة لتصفية الكلى بمستشفى القطاع العام بالنسبة للمصاب الواحد محددة ب7 ألاف دينار مضروبة في 3 مرات أسبوعيا و52 دورة سنويا وحوالي 10 آلاف دينار في العيادات الخاصة ما يعني تكلفة اجمالية تتراوح ما بين 40 و60 مليون دولار أى بنسبة 2.25 بالمائة من الميزانية السنوية المخصصة لقطاع الصحة وإذا تمت عملية الزرع تنخفض هذه الكلفة الى 20 بالمائة. واستنادا إلى شرح البروفسور ريان، فإن القصور الكلوي داء يرتبط إلى حد كبير بداء السكري وأيضا ارتفاع ضغط الدم، وأشار إلى أن نسبة هؤلاء تتراوح من 20 إلى 30 من العدد الإجمالي لعاجزي الكلى، وأن 60 من مرضى السرطان يعانون فشلا كلويا بسبب تداعيات العلاج الكيميائي والإشعاعي، وأن 25 من الجزائريين الذين تفوق أعمارهم 60 سنة يعانون من مرض كلوي ولا يعلمون بذلك". بل تشير تقديرات الجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى إلى أن 1.5 مليون جزائري لا يعلمون حقيقة إصابتهم بالفشل الكلوي". يقول ضيف المجاهد. واستنادا إلى هذه الأرقام المخيفة والحقائق المغيبة فإن الجمعية تدعو السلطات المعنية الى وضع برنامج وطني للوقاية من هذا الداء يستند أولا على التكفل الجدي بالمرضى والمساواة ما بين مناطق الوطن فيما يخص مراكز التصفية الدموية، وكذلك الاهتمام بالكادر الحياتي للمصابين بالفشل الكلوي وضرورة إدماجهم في الحياة العملية، علما أن نسبة كبيرة من المرضى لا يسمح لهم أحيانا بمغادرة أمكنة عملهم أو وظائفهم والتوجه نحو مركز تصفية الدم، وتبقى الوقاية بإجراء تحاليل للبول من فترة الى أخرى أو حتى قياس الضغط الدموي أو تحاليل السكري خطوة أكثر من مهمة للتشخيص المبكر لداء الفشل الكلوي وحتى السكري وأمراض القلب والضغط.