يعترف أخصّائيو طب الكلى بالوطن بأنّ مشكل الفشل الكلوي هو النقطة السوداء في طب الكلى، داعين إلى ضرورة الخروج من دائرة إخضاع مرضى القصور الكلوي المزمن لدورات التصفية بالآلات، والارتقاء إلى عمليات زرع الكلى التي وصلت السنة الماضية إلى 116 عملية و هو العدد الذي اعتبره المختصون بعيدا بعض الشيء عن الهدف المنشود بتحقيق 200 عملية زرع كلى سنويا بالجزائر وذلك بعد توسيع و تطبيق البرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء من الموتى · تشكل أمراض الكلى بالجزائر نقطة سوداء في الصحة العمومية كون المصاب بأي نوع من أنواع هذه الأمراض باستطاعه الوصول اذا لم يتم التكفل الحسن به إلى مرحلة القصور الكلوي المزمن الذي يكلّف خزينة الدولة الملايين، علما ان دورة واحدة لتصفية الكلى بمستشفى القطاع العام بالنسبة للمصاب الواحد محددة ب7 آلاف دينار مضروبة في 3 مرات أسبوعيا و 52 دورة سنويا و حوالي 10 آلاف دينار في العيادات الخاصة ما يعني تكلفة إجمالية تتراوح ما بين 40 و 60 مليون دولار أي بنسبة 2.25 بالمائة من الميزانية السنوية المخصّصة لقطاع الصحّة و إذا تمت عملية الزرع تنخفض هذه الكلفة إلى 20 بالمئة ·استنادا للشروحات المقدّمة من طرف الدكتور ريان الطاهر أخصائي أمراض الكلى بمستشفى "بارني" و الأمين العام للجمعية الجزائرية لأمراض و فشل الكلى على جمع الحضور من الصحافة الوطنية أمس بمنتدى المجاهد· وأشار المتحدّث في محاضرته ان الجزائر خطت خطوات كبيرة في مجال التكفل بمرضى الكلى بانتقالها من مركزين اثنين لتصفية الكلى في 1978 الى 270 مركزا حاليا بمعدل مركز واحد في كل دائرة· ويحصى 70 مركزا من هاته المراكز متعاقدة مع صناديق الضمان الاجتماعي· كما تتحدث الأرقام عن وجود 3 آلاف مريض بالفشل الكلوي أي بنسبة إصابة تصل 327 مريض معالج لكل مليون ساكن بالجزائر و هي تقريبا نفس الأرقام للدول الشقيقة على غرار تونس بتسجيل التكفل ب 400 مريض معالج لكل مليون ساكن و 240 مريض معالج لكل مليون ساكن بالمغرب· كما تشير إحصائيات ذوي الاختصاص الى ان معدّل الإصابة بأمراض الكلى و منها الفشل الكلوي المزمن يتراوح ما بين 4000 و 4500 حالة إصابة ثابتة سنويا، في الوقت الذي تشير فيه الإحصاءات إلى احتمال إصابة ما بين 5 و 6 ملايين جزائري بأمراض الكلى من دون علمهم· وتشير الإحصاءات الرسمية العالمية لاحتمال إصابة حوالي 35 مليون ساكن في المعمورة آفاق 2015، ليضاف هذا المرض المزمن إلى قائمة الأمراض المزمنة الطويلة كارتفاع الضغط الشرياني والسكري وأمراض القلب··الخ و بالعودة الى الوطن فإن الأرقام تشير أيضا الى انه يعيش حاليا 839 جزائريا بكلية مزروعة مع الإشارة الى ان عمليات التبرّع تتم أساسا بين أفراد الأسرة الواحدة والمقرّبين عامة مع تسجيل عجز في ترقية مسألة التبرع من الموتى و يرجع المختصون المحاضرين أمس بالمنتدى إلى عجز القطاعات الصحية في تسوية هذه العمليات الحسّاسة ذلك لان الجانب القانوني و الديني فيما يختص بالتبرع بالأعضاء من الموتى قد تم تسويته نهائيا· علما انه منذ 2006 تم إحصاء 6 عمليات زرع كلى من متبرّع ميت فقط· وعليه تشّن الجمعية المذكورة حملاتها التحسيسية منذ سنوات لتحسيس المجتمع بأهمية هذه المسألة كما تطالب من كل الفاعلين في الميدان الصحي والسياسي على السواء في الانضمام الى هذه الحملات التشخيصية المبكّرة والوصول الى نتيجة الوقاية خير من العلاج· ودعا الأخصائيون المواطن الجزائري الى ضرورة الاعتناء بصحته في المقام الأول عن طريق انتباهه مثلا الى تبوله الليلي المستمر و التقيؤ المستمر كأهم إشارتين خطيرتين للإصابة بالفشل الكلوي المزمن· جدير بالإشارة انه تم اختيار 16 جوان من كل عام كيوم وطني للتبرع بالأعضاء، وهو التاريخ المصادف لإجراء أول عملية زرع كلى بالوطن و التي جرت في 16 جوان 1986بمصلحة الإنعاش بمستشفى مصطفى الجامعي و تشرف الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى على تنظيم ملتقى خاص بالموضوع في اليوم المحدد بمستشفى بني مسوس بحضور أخصائيين وطنيين و أجانب·