كشف تقرير سنوي تصدره الولاياتالمتحدة حول وضع حقوق الإنسان في العالم عن تزايد العنصرية ضد المسلمين في بعض البلاد الأوروبية خلال العام الماضي، وكان أبرزها حظر المآذن بسويسرا والتضييق على ارتداء المسلمات للحجاب والنقاب. وأعرب التقرير عن قلقه من تزايد معدلات التفرقة بحق المسلمين في عام 2009 في أوروبا وخصوصا في سويسرا بعد قضية حظر بناء المآذن, وقال: إن ''التفرقة بحق المسلمين في أوروبا شكلت قلقًا متزايدًا. ومن تلك الممارسات التي باتت تمثل ملمحًا أساسيًا في أوروبا، التضييق بشكل أكبر على المظاهر الإسلامية خلال السنوات الأخيرة وأضاف التقرير: إن ألمانياوهولندا تمنعان المدرسات من ارتداء الحجاب أو النقاب أثناء العمل، وتحظر فرنسا ارتداء الملابس الدينية في الأماكن العامة.وأشار بصفة خاصة إلى المشاكل التي يواجهها المسلمون في هولندا حيث يبلغ تعدادهم 850 ألف، لافتًا إلى أنهم يواجهون استياء اجتماعيا بدعوى الاعتقاد بأن الإسلام يتعارض مع القيم الغربية.ورصد التقرير تصاعد الشعارات الطائفية ضد المسلمين، وتابع:'' حوادث العنف الخطيرة ضد المسلمين كانت نادرة ولكن الحوادث الطفيفة، بما في ذلك الترويع والشجار والتخريب المتعمد للممتلكات وكتابة الشعارات باستخدام لغة بذيئة، كانت شائعة''. واتهم التقرير السياسيين اليمينيين المتطرفين بأنهم يلعبون دورًا في تأجيج حالة الاستياء، في إشارة إلى تصريحاتهم العنصرية عن المسلمين والمطالبة بطردهم.كان أندريه أوزلاي رئيس مؤسسة ''أنا ليند للاتحاد من أجل المتوسط'' طالب بنبذ العنصرية الدينية التي اعتبرها تقف عائقًا بين دول الشمال والجنوب بعضها البعض وفي دفع مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط. واعترف بوجود توتر عنصري له طابع ديني بين كل من دول الشمال والجنوب، خاصة بعد تكرار العديد من الأزمات العنصرية في تلك الدول، وفى مقدمتها إشكالية بناء المساجد في الدول الأوربية، بالإضافة إلى حظر المآذن في سويسرا، وأزمة الحجاب في فرنسا، ما يؤكد العنصرية الدينية الموجودة في دول الشمال والجنوب وغير مقتصرة على جانب واحد من المتوسط.