تسعى الادارة الامريكية لاظهار الحجاب على أنه أحد رموز التنوع الثقافي في الولاياتالمتحدة موازاة مع نشرها مفاهيم التحرر و الديمقراطية في الدول الاسلامية لاسيما من خلال مبادرة الشرق الاوسط في الوقت الذي تزايدت فيه الاعتداءات ضد المسلمين في هذه الدولة مند سبتمبر 2001 حسب تقارير رسمية. و في تقرير نشرته في احدى منشوراتها الاخبارية الدورية أول امس الثلاثاء تطرقت وزارة الخارجية الامريكية لقضية الحجاب و مدى قبوله في المجتمع الأمريكي مستعينة في ذلك بإحدى الموظفات في مصالح الادارة التي ترتدي الحجاب دون أن تتعرض لإحراج أو مضايقة . و جاء هذا التقرير في الوقت التي تثير فيه الاوساط السياسية و الاعلامية في أوروبا لاسيما في فرنسا و بريطانيا قضية الحجاب وضرورة اندماج المسلمين في المجتمع الغربي. و أكدت سيما ماتين المسلمة الامريكية و هي موظفة لدى الوزارة الخارجية في شهادة أدلت لنشرة الإخبارية "يوس انفو" قائلة بأنه "نادرا ما يثير الحجاب تعليقات و ردود أفعال في الولاياتالمتحدة لان المجتمع الامريكي تعود على الاختلافات الثقافية و الدينية و هو أصلا مبني عليها". و في معرض حديثها اشارت السيدة ماتين الباكساتنية الاصل أن العديد من النساء في الولايات من أصول إسلامية أصبحن يرتدين الحجاب بعد أن تخلت عنه أماهتهن في السابق. وقد تزايد عدد المتحجبات في الولاياتالمتحدة مند بداية التسعينات كما قالت لكن عدد اللائي يرتدين النقاب قليل جدا في بلد يفوق عدد المسلمين فيه حوالي السبعة ملايين . و أضافت انها لا تتعرض لمضايقات لانه لا يوجد ما يمنعه سواء في المدارس و الادارات أو في الاماكن العمومية لكن الحال غير ذلك في العديد من دول أوروبا الغربية حيث قالت انه يستحيل عليها ارتداءه في تركيا مثلا التي تحرم الحجاب في المدارس و الجامعات و الادارات كما هو الشأن في فرنسا باسم العلمانية. و في تعليقها على تصريحات السيدة ماتين اشارت نشورة وزارة الخارجية الامريكية الى الولاياتالمتحدة استطاعت ان تستقطب الجاليات المغتربة من شتى الثقافات و الاديان دون أن تعيد النظر في خصوصية كل واحدة منها و هو عكس ما يدور في أوروبا لا سيما انجلترا، فرنسا، ألمانيا ، هولندا، و ايطاليا حيث ان ارتداء الحجاب يثير تهجمات سياسية و اعلامية حادة الى حد بروز تصرفات مناوئة للمسلمين و عدائية للاسلام.. و كتبت "يوس انفو بأن "مثل التصرفات في فرنسا و هولندا ادت بحكومتيهما الى اتخاد اجراءات معادية للحجاب الهدف منها اجبار المسلمين على الاندماج مع غير المسلمين". و تذكر المنشورة بان الاجراءات التي تحد من ارتداء الزي الديني قليلة و تقتصر على الوقاية من الغش لا سيما فيما يخص جوزات السفر و رخصة السياقة اذ يجبر حاملها على اظهار جميع ملامح الوجه أو لاسباب صحية و تطبق ّعلى كل شخص مهما كانت ديانته . و تاتي هذا المقال في "نيوز انفو" في الوقت الذي استفحل النقاش حول الحجاب في بريطانيا ايضا حيث تعرضت الكثير من النساء المتحجبات الى مضايقات. وقد نقلت مؤخرا الصحافة البريطانية قضية المحامية المسلمة التي طردت من المحكمة من قبل القاضي بسبب رفضها الكشف عن وجهها. وقأد أثارت هذه القضية ، الثانية من نوعها في المحاكم البريطانية خلا ل الثلاث اشهر الماضية، ضجة كبيرة و نقاشا حادا بشان الحجاب. و ادا كانت واشنطن تسعى لتقديم صورة تمثلها على انها دولة متسامح بخصوص الديانات كشفت في المقابل تقارير رسمية بان الاعتداءات ضد المسلمين تفاقمت مند السنوات الخمسة الاخيرة . و اشار تقرير سنوي لمكتب التحقيقات الفيديرالية " اف بي أي" نشر منتصف شهر أكتوبر أن الاعتداءات العنصرية ضد الاجانب يبلغت 7163 اعتداء سنة 2005 أي ما يمثل 7ر54 بالمائة من مجموع الإعمال الإجرامية خلال نفس العام في الولاياتالمتحدة. و ابرز التقرير بان 17 بالمائة من الاعتداءات العنصرية طالت المسلمين وكان العديد من العرب و المسلمين في أمريكا و عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 اعتقلت السلطات الأمريكية 1253 بقي اكثر من 800 منهم رهن الاعتقال لشهور و سنوات. كمال منصاري