أدى الارتفاع الفادح في أسعار الذهب إلى لجوء الكثير من الجزائريات إلى محلات بيع الفالصو كحل بديل للتزيين مع اقتراب مواسم الأفراح والمناسبات، وهذا الحال فرضته ظروف الحياة الصعبة وضعف القدرة الشرائية للعائلات ليصبح للتجار تجارة ناجحة وربحا وفيرا وللنساء السبيل الوحيد لرفع الحرج والتزين أمام الأخريات. أضحت العائلات الفقيرة أو محدودة الدخل تتوافد على محلات بيع إكسسوارات ومجوهرات الفالصو من سلاسل وخواتم وأقراط خاصة بالنسبة للفتيات اللواتي يقبلن على الزواج أو الخطوبة، مما يحتم عليهن الظهور بصورة تميزهن عن الأخريات. هو الأمر الذي توقفت عليه ''الحوار'' لتستطلع آراء بعض الفتيات والنسوة اللواتي فكرن في هذا الحل البديل وكذا أصحاب محلات بيع الذهب الفالصو كل حسب رأيه. ''البلاكيور'' الحل البديل أمام غلاء المعيشة وارتفاع سعر الذهب يتخبط المواطن الجزائري خاصة في الآونة الأخيرة مع تعاقب المناسبات الدينية والدخول المدرسي والعطلة الصيفية في ضائقة مالية، حيث كثرت متطلبات العيش وتكاليفها الباهظة وأضحى المواطن يلهث فقط وراء لقمة العيش أما اقتناء حلل ذهبية فقد بات نادرا نظرا لارتفاع أسعاره في سوق الذهب. في هذا السياق تقول ''نادية'' كنت أتفادى في الكثير من المرات حضور المناسبات والأفراح من الأقارب أو الجيران، ذلك أنني أحس بالحرج أمام الأخريات نظرا لما يمتلكنه من حلي ذهبية تأسر العقول وأنا لست من النوع الذي يستلف حلي الآخرين، فهذه مسؤولية قد توقعني في مشكلات في حال ما إذا ضاعت مني قطعة ما، لذا ولتفادي الإحراج أشارت عليّ إحدى قريباتي باللجوء إلى شراء البلاكيور والتزين به لأنني لست قادرة على شراء الذهب الخالص''. من جانبها تقول السيدة نسيمة: ''صحيح أن الذهب ذو قيمة عالية وأثمانه تؤكد ذلك، إلا أنه والفالصو لهما نفس الدور فهما يستعملان للزينة لا غير فمعظم النساء ترتدينه للتباهي أمام الحاضرات، لذا في نظري ما من حرج في ارتداء البلاكيور فهو في جميع الأحوال شكله وتصميمه مثل الذهب الأصلي تماما، وأنا لجأت مؤخرا لشرائه لأنني وقعت في ضائقة مالية لم تمكني من شراء الذهب الخالص''. أما نعيمة فتقول: ''بما أننا في مجتمع، ومع الأسف، لا يهتم سوى بالمظاهر الخارجية نحن مجبرات على الظهور بمنظر مثير وجميل فهو بمثابة الحل البديل في ظل الارتفاع غير المسبوق في سعر الذهب الذي بات يستنزف جيوبنا إضافة إلى الميزة الطيبة التي فيه وهي تحمينا من السرقات ففي حال تعرضت الواحدة منا إلى محاولة سرقة فهي لن تخسر الملايين أمام سعر الفالصو المعقول''. إقبال متزايد على الشراء يريح التجار وينعش التجارة مثلما يقول المثل: ''مصائب قوم عند قوم فوائد'' فمعظم تجار الفالصو أكدوا انتعاش هذه التجارة التي درّت عليهم الربح الوفير لما يشهدونه من إقبال يومي منقطع النظير لنساء وفتيات خاصة مع اقتراب المناسبات السعيدة. وفي هذا الشأن يقول سفيان إنه لجأ إلى هذا النوع من التجارة في الآونة الأخيرة نظرا لما عرفته من انتعاش ورواج فهو يقوم باستيرادها من اسبانيا ليقوم بإعادة بيعها بأسعار تتماشى والقدرة الشرائية للزبون. ويضيف في حديثه أنه مهما كانت قيمة الذهب الخالص ومكانته عند الكثيرين إلا أن البلاكيور وجد ضالته وأضحى الحل الأنجع في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يتخبط فيها الكثيرين. وفي ذات السياق يقول توفيق: ''إن سعر الفالصو المعقول هو الذي جلب النساء إليه ووجد استحسان الأغلبية الساحقة منهن، حيث إنه في متناول الجميع مقارنة بسعر الذهب الذي يعرف ارتفاعا محسوسا مؤخرا، فأغلب من تلجأن لشراء هذا النوع أي البلاكيور يكنّ مجبرات خاصة إن كنّ مقبلات على حضور أفراح أو مناسبات خاصة''.