يشهد سوق الذهب بالجزائر حاليا ركودا بسبب الارتفاع الكبير لأسعاره عالميا وبالتالي محليا، خاصة مع قرب مواسم الأعياد ورأس السنة الميلادية، الأمر الذي أدى إلى زيادة إقبال المستهلكين على بيع مجوهراتهم، في المقابل تفادت العديد من العائلات تقديم هدايا (المهيبة) من الذهب لكنات المستقبل• وبرر العديد من الجزائريين ضعفهم في الإقبال على شراء الذهب والمجوهرات بالرغم من قرب عيد الأضحى لارتفاع أسعاره وعدم قدرتهم على اقتناء هذا المعدن الأصفر والاستعاضة عنه بشراء الذهب المقلد وخصوصا لدى العائلات البسيطة متوسطة الدخل• وقال محمد، صاحب محل بيع المجوهرات في بلدية باش جراح'' في مثل الأوضاع التي يكون سعر الذهب مرتفعاً، تشهد الأسواق زيادة في عمليات إعادة البيع من جانب المستهلكين لمقتنياتهم من الذهب، موضحاً أن كثيراً من المستثمرين في الذهب ينتظرون ارتفاعات أخرى في الأسعار حتى يقرروا بيع مقتنياتهم الذهبية''• وبلغ سعر الذهب في المحلات في الآونة الأخيرة 3400 دج للغرام الواحد، حيث قال بائع في أحد محلات بيع المجوهرات بالجزائر العاصمة ''إن أسواق الذهب تشهد تراجعاً حاداً في المبيعات لارتفاع أسعاره وعدم استقرارها وسط إقبال كبير من قبل المواطنين''• من جهة أخرى يقول نفس المتحدث بأن الإقبال على شراء الذهب هذه المرة كان ضئيلا بالرغم من قرب عيد الأضحى المبارك، معللا بأن البعض يقبلون على شرائه بمناسبة العيد، حيث أن أغلب العائلات تفضل شراء هدايا أخرى بدلا عنه• وفي نفس السياق يقول سمير، شاب مقبل على الزواج، بأنه لايستطيع شراء هدية ذهبية لخطيبته بسبب غلاء الأسعار التي تعرفها محلات بيع المجوهرات،فلقد اشترى لخطيبته هدية بسيطة• وأشار بائع آخر بأن هناك انخفاضا في نسبة الإقبال على شراء الذهب مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، والسبب راجع إلى ارتفاع أسعار الذهب• ومن جهة أخرى، يقول رضا صاحب محل مجوهرات بحي واد كنيس بالرويسو: ''إن ارتفاع الأسعار كان له تأثير على الشراء، لكن بوجود موسم الأعراس خلق نوعاً من التوازن، وقلل من خسائر تجار الذهب نتيجة لضعف الطلب، لافتا إلى أن هناك إقبالا على بيع الذهب المستعمل''• وأبدى أصحاب محلات الذهب قلقهم من عدم إقبال النساء على اكتساب المعدن النفيس باستثناء البعض منهن يقبلن للسؤال عن السعر ثم الفرار دون رجعة، هروبا من لهيب وتكاليف الأعراس والمناسبات التي تكون بنكهة الذهب• وكشف أغلب أصحاب المحلات أنهم مجبرون على البيع بالتقسيط للتخلص من كساد البضاعة على خلفية ارتفاع الأسعار، لاسيما أن أسواق الجملة قد قفزت بها الأسعار إلى حدود تجاوزت قدرة العائلات الفقيرة والمتوسطة•