إذا كان معظم الجزائريين يميلون إلى الامتناع عن القيام بأي نشاط خلال عطلتهم من منطلق البحث عن الراحة التامة بعيدا عن أي عمل، فإن فئة أخرى وإن كانت قليلة تنتظر موعد العطلة السنوية بفارغ الصبر من أجل الترويح عن النفس من خلال ممارسة الهواية المفضلة التي يحول العمل دون القيام والتمتع بها. كان من الصعب على "المساء" وهي تبحث في شوارع العاصمة عن الهواية التي يرغب الجزائري في ممارستها خلال العطلة أن تصادف بعض العينات، كون الهم الوحيد لهذا الأخير هو الحصول على إجازة والاسترخاء والراحة فقط، ومع هذا تمكنّا من مصادفة بعض الأشخاص الذين يعتبرون الهواية جزاء لا يتجزأ من العطلة، لأنهم ببساطة يشعرون بفرحة كبيرة وراحة أكبر عند ممارستها، لاسيما إذا لم يخططوا للذهاب إلى مكان ما للنزهة أو للتمتع بزرقة البحر.
الغوص هواتي المفضلة في دردشة قصيرة جمعتنا مع الشاب (كمال.ي) ذي ال25 سنة وهو بائع ملابس في ساحة الشهداء كشف لنا أن هوايته المفضلة التي يتشوق للقيام بها كلما حل فصل الصيف هي الغوص، وقال "عطلتي السنوية لا تتجاوز 20 يوما كحد أقصى، ولأنه ليس لدي مسؤوليات عائلية أقضي مدة إجازتي في ممارسة هوايتي، وأنا أملك عتاد الغوص الخاص بي فأقصد البحر في وقت مبكر من الصباح وأقضي معظم الوقت تحت الماء، حيث استمتع بعظمة الخالق في إبداع المخلوقات البحرية، وإلى جانب هذا أهوى ممارسة بعض الرياضات حتى أحافظ على لياقتي البدنية مثل رياضة الجري في غابة بوشاوي حيث أتنفس الهواء العليل". وإذا كان كمال يهوى الغوص فإن (مروان.ي) البالغ من العمر 50 سنة والذي يعمل حارسا بأحد المؤسسات التربوية حدثنا عن هوايته التي يمارسها عند حلول موعد عطلته قائلا "عند حلول فصل الصيف أتلهف لأخذ عطلتي السنوية، حيث أتوجه مباشرة إلى البحر، أختار مكانا مناسبا وألقي بصنارتي، هدفي ليس الصيد بقدر ما هو الإحساس بالعزلة والبحث عن السكينة، فأنا أمارس هذه الهواية على مدار السنة ولكن أمارسها بصورة أكبر في عطلتي السنوية، فإن حالفني الحظ واصطدت بعض الأسماك أشعر بالسعادة وإن لم يحالفني أشعر بالسكينة لأني أمارس هوايتي، حيث أمسك بالصنارة وأنظر طوال الوقت إلى البحر، بل وأحدثه عن بعض همومي في أحيان أخرى ."
جمع الصور والأصداف في الوقت الذي عزف بعض المواطنين عن ممارسة هوايتهم من منطلق أنها تعيق راحتهم وتجعلهم يعيشون جو العمل، قرر البعض الآخر المزج بين الهواية والاستمتاع بالعطلة، وحول هذا قال لنا كريم الذي التقيناه بباب الوادي إنه يهوى جمع الصور التذكارية عن كل الأماكن السياحية التي يزورها وأضاف "في كل سنة أختار منطقة معينة من بلادنا الكبيرة، أخذ إليها عائلتي من أجل النزهة والتعرف على المناطق السياحية، فمثلا هذه السنة سافرت إلى ولاية سكيكدة حيث عشت فيها أجمل الأيام والتقطت العديد من الصور التذكارية لاسيما على شواطئها النظيفة والواسعة". بينما فاجأتنا السيدة سميرة.ق الموظفة بقطاع البريد بهوايتها، حيث قالت "لا يمكنكم أن تتصوروا مدى عشقي للبحر، فبمجرد حلول موعد عطلتي أختار رفقة زوجي شواطئ تيبازة الجميلة، حيث نستأجر منزلا على الشاطئ ونمضي فيه كل إجازتنا، وهناك أبحث عن أنواع جديدة من الأصداف والأحجار الملونة الصغيرة وحتى متوسطة الحجم التي يزخر بها جوف البحر أو الشاطئ، ففي كل يوم انزل فيه إلى البحر أغتنم الفرصة للبحث عن الجديد وإن أعجبتني صدفة ما أزين بها منزلي أو حديقتي ."
الرسم والموسيقى يساعدان على الاسترخاء ونحن نتجول في سوق باب الوادي التقينا مجموعة من البنات اللواتي كن يقتنين أدوات الرسم كالألوان والفرشاة، وفي دردشة قصيرة جمعتنا مع الآنسة فلة ذات ال20 سنة قالت "أنا طالبة جامعية اخترت دراسة الطب نزولا عند رغبة والدي، ولأني مولعة بالرسم جعلته بمثابة هواية أمارسها بعد انتهاء الموسم الدراسي، حيث أسافر مع أفراد عائلتي إلى الريف أو إلى أي مكان للنزهة وآخذ معي أدواتي، حيث أقوم بممارسة هوايتي، فتارة أرسم الطبيعة وتارة ارسم بعض الأشكال التي يقع عليها بصري كالأواني الفخارية، ولا أخفي عليكم أني أشعر براحة كبيرة وأنا أمارس هوايتي"، وعن رسوماتها تضيف "بعضها احتفظ به والبعض الآخر أهديه لصديقاتي"، بينما حدثتنا صديقة فلة عن هوايتها المفضلة وهي العزف على الكمان تقول "انضممت إلى فرقة موسيقية أنشط فيها خلال الصيف فقط، حيث أشعر بسعادة كبيرة وأنا أعزف ربما لأني أحب صوت الكمان الدافئ فأفضل الاستمتاع بهوايتي عوض الذهاب إلى البحر أو إلى أي مكان آخر".