كشفت البروفيسور لعجاج رئيسة مصلحة أمراض الأطفال بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن نسبة الأطفال المصابين بالسرطان في الجزائر تمثل 5ر4 بالمائة من نسبة الإصابات لدى الكبار، أي ما يمثل 23 ألف طفل مصاب من بين كل ألف طفل جزائري. وأوضحت أن هذه الأرقام تدل على عدم شيوعه كثيرا بين الأطفال كما أنها لا تنفي وجوده بينهم. أكدت البروفيسور لعجاج في تصريح خاص ل''الحوار'' على هامش اليوم البرلماني لتحضير الندوة الوطنية لمكافحة السرطان بالجزائر، أول أمس، بمقر المجلس، أن نسبة نمو السرطان لدى الأطفال تعد سريعة جدا مقارنة بالكبار والبالغين. وأوضحت ذات المتحدثة أن هذا النمو يجعل من المرض أو الورم في حد ذاته جد حساس للعلاجين الإشعاعي والكيميائي. وبينت لعجاج في ردها على سؤال حول أنسب الطرق والبروتوكولات العلاجية لدى هذه الفئة، قائلة: المرحلة الأولى من علاج الأطفال المرضى بالسرطان تكون غالبا الجراحة لتليها فيما بعد العلاجات الأخرى سواء الكيميائي أو الإشعاعي حسب ما تقتضبه حالة الطفل المصاب.، لكن نضطر في بعض الحالات إلى قلب المراحل، ونشرع بالعلاج الكيميائي بدل الجراحة من أجل الحد من انتشار المرض وتمهيد الورم للاستئصال التام. أما عن أكثر السرطانات شيوعا لدى الأطفال، قالت البروفيسور لعجاج إن اللوكيميا أو ما يعرف بسرطان الدم هو أكثر انواع السرطانات شيوعا بينهم إذ يأتي في مقدمتها وتليه سرطانات اللمفاويات أو الهودكين اللمفاوي وفي المرتبة الثالثة سرطان وأورام الدماغ. لا توجد مراكز متخصصة في سرطانات الأطفال وعن كيفية التكفل بهؤلاء الأطفال المرضى، أوضحت البروفيسور لعجاج في ردها على أسئلة ''الحوار''، أن الجزائر لا تتوفر على مراكز خاصة لعلاج سرطانات الأطفال ماعدا ذلك المركز الوحيد الموجود على مستوى ولاية وهران، ما يفسر سبب تخصيص أسرة للأطفال المصابين بالسرطان على مستوى مصالح أمراض الأطفال عبر مختلف مستشفيات الوطن. لكن وضع هؤلاء الأطفال في مثل هذه الأقسام يكون على حساب عدد الأسرة التي يوفرها كل مستشفى، فالطاقة الاستيعابية تكون جد قليلة، وهو نفس الإشكال المطروح على المستوى الوطني، كما لا تسمح هذه المصالح بمرافقة المرضى من قبل الأهل إلا في حالات نادرة جدا كأن يكونوا رضع لا يستغنون عن تواجد الأمهات بجانبهم، أو يعالجون بالعلاج الكيميائي الذي يضعفهم وينهك قواهم ما يستدعي مرافقة فرد من أفراد العائلة لهم. وأشارت في هذا الصدد إلى أن الأطفال لا يخضعون كثيرا لهذا النوع من العلاج كثيرا شأنه شأن العلاج الإشعاعي، حيث لا تتعدى نسبة المعالجين كيميائيا 10 إلى 20 بالمائة من الأطفال المصابين بالسرطان. وطالبت البروفيسور، في نفس السياق، بتوفير مراكز متخصصة في علاج سرطانات الأطفال أو على الأقل الرفع من الطاقة الاستيعابية لمصالح أمراض الأطفال. العلاجات المدعمة الحلقة الضائعة في معادلة العلاج كشفت البروفيسور لعجاج أيضا أنه وبالرغم من كل النقائص المسجلة في مجال علاج سرطان الأطفال، إلا أن الجزائر حققت تقدما واضحا في السنوات الأخيرة، غير أنه يبقى غير كاف بالمقارنة مع تزايد انتشار المرض على المستوى الوطني. وقالت بصريح العبارة ''نشعر نحن الأطباء أننا تحولنا إلى معذبين لهؤلاء الأطفال في ظل غياب العلاجات المدعمة، موضحة أن العلاجات المدعمة هي عبارة عن مراهم خاصة غير متوفرة بالمستشفيات توضع على جسم الطفل المصاب بالسرطان قبل الشروع في أخذ عينات الدم منه أو عينات من النخاع الشوكي، علما أن عملية سحب الدم تتكرر عدة مرات في اليوم الواحد ، أما عميلة نزع عينات من النخاع الشوكي التي تكون جد ضرورية ولاسيما لدى المصابين باللوكيميا، فهي جد مؤلمة لأنها تتم دون تخدير موضعي فيزداد الألم بعد عملية السحب.