كشف كمال بوزيد رئيس مصلحة بالمؤسسة المتخصصة الجزائرية في علاج السرطان ''بياري وماري كوري'' بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا عن تسجيل كل سنة في الجزائر 1500 حالة جديدة للسرطان بشتى أنواعه لدى الأطفال. وفى السياق ذاته أكدت المنظمة العالمية للصحة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السرطان الذي يصادف 4 فبراير من كل سنة، تسجيل 160 ألف حالة إصابة بالسرطان عند الأطفال سنويا تتوفى من بينها 90 ألف حالة. سرطان الرحم ثاني أنواع السرطان فتكا بالنساء الجزائريات تسجل الجزائر سنويا ما بين 2500 إلى 3000 حالة إصابة جديدة بسرطان عنق الرحم، ويؤكد المختصون أنه بالإمكان تفادي هذه الإصابات الجديدة فقط بالتحسيس والتوعية، وقال البروفيسور سعيد كابوية رئيس الجمعية الجزائرية لتنظيم النسل إنه يسجل نقص كبير في هذا الجانب الهام، إضافة إلى نقص الوسائل المادية والبشرية العاملة في الجانب الإعلامي التوعوي. ويؤكد الأخصائيون أن البرنامج الوطني للتشخيص المبكر عن الفيروس المتسبب في سرطان عنق الرحم، أن هذا السرطان بالإمكان اكتشافه مبكرا عن طريق خضوع النساء المتزوجات والناشطات جنسيا لفحص مهبلي روتيني (فروتي) ولو مرة كل سنة. ولكن لنقص الإعلام والتحسيس في هذا الموضوع فإن الجزائر تسجل نقصا كبيرا في القضاء على هذا النوع من السرطان الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي بالنسبة للنساء ويمثل 5,10 بالمائة من أنواع السرطان التي تصيب النساء، علما أن 40 بالمائة من مجموع المصابات بسرطان عنق الرحم يتوفين سنويا لأسباب واهية كان من الممكن تفاديها، وأن السويد وفرنسا تمكنت من القضاء على هذا النوع من السرطان بنسبة 90 بالمائة فقط عن طريق جعل الفحص المبكر إجباريا لكل فتاة تجاوزت 20 سنة تتأهب لدخول عالم الشغل، وبهذا تم القضاء بنسب كبيرة على هذا السرطان، أما في الجزائر فإنه يسجل تأخر كبير في هذا الإطار، خاصة في الجانب الإعلامي والتوعوي حيث لا تولي نسبة كبيرة من الجزائريات المتزوجات أهمية لفحص ''الفروتي'' لجهلهن لماهيته أولا ولما يقي من أمراض ثانيا. والعيب هنا على السلطات المعنية والمجتمع المدني الذي لا يقوم بما يجب عليها في الجانب الوقائي التحسيسي. '' 700حالة إصابة بسرطان الثدي جديدة شهريا بالجزائر'' يقف التأخر في اللجوء للطبيب وبالتالي الكشف المتأخر وراء تطور سرطان الثدي، لذلك فقد أصبح المرض رقم واحد الذي يفتك بصحة الجزائريات، كما أنه السبب الأول في الوفيات المسجلة. وحسب الدكتورة بوزيد فإن المصابات بهذا الداء الخبيث في الجزائر تتراوح أعمارهن بين 44 و55 عاما ، وتمثل نسبة اللواتي تقل أعمارهن عن 38 عاما ربع العدد الإجمالي للمصابات . فسرطان الثدي آخذ في الانتشار بصورة سريعة بالجزائر خاصة في السنوات الأخيرة وتحديدا في الفترة الممتدة بين 2005 و 2008 فبعد أن كان عدد المصابات يقدر ب300 حالة فقط خلال العام 1994 على مستوى القطر الجزائري ، ارتفع الرقم بشكل مفزع ليصل إلى 1234 إصابة خلال العام 2005 . مع العلم أن هذا الرقم لا يعكس كل الحالات الموجودة في الواقع حسب البروفيسور بركات رئيس قسم الولادات بمستشفى ولاية قسنطينة . ومن الممكن التصدي لسرطان الثدي والشفاء منه - يقول الأطباء المشاركون في اليومين الطبيين- في حالة الكشف المبكر ، وحسب الدكتور بوزيد فإن إنجاب الأطفال يقلل من نسبة احتمال الإصابة بهذا السرطان، ومن بين النصائح الموجهة للنساء المنجبات هو إرضاع أطفالهن طبيعيا ، لأنه ثبت أن الرضاعة الطبيعية تقلل من احتمالات الإصابة بهذا الداء الخبيث مع العلم أن احتمالات الإصابة بسرطان الثدي تزداد كلما زاد العمر وذلك ابتداء من سن 48 عاما .