أجريت بمستشفى''حسان إسعد'' الجامعي بالجزائر، يوم الأحد، أول عملية جراحية بالمنظار على الجهاز التنفسي لفتاة تبلغ من العمر 22 سنة مصابة بورم سرطاني على مستوى الحنجرة، كما برمجت عملية جراحية مماثلة يوم الاثنين تجرى على شاب يبلغ من العمر 29 عاما. وحسب الأستاذ حبيب دواغي المختص في الأمراض الصدرية فإنه من الخطورة والصعوبة بمكان علاجهما بواسطة الجراحة التقليدية . وقام بإجراء العملية الجراحية بالمنظار على الحنجرة الأستاذان نورالدين غربي وبرنار لاسكوت المختصان في الأمراض التنفسية بباريس بحضور مختصين جزائريين في الجراحة وأمراض الأنف والأذن والحنجرة بالإضافة إلى مختصين جزائريين في الأمراض التنفسية. وبفضل هذه الجراحة المتطورة وغير المكلفة سيستفيد المريضان من عملية زرع حنجرة اصطناعية تساعدهما على التنفس. وبالمناسبة نظمت مصلحة الامراض الصدرية والحساسية بنفس المؤسسة الاستشفائية الأيام الطبية السادسة لسرطان للجهاز التنفسي، حيث تركزت التدخلات على الامراض التي تصيب الغشاء المحيط بالرئتين وكذا القفص الصدري منها تراكم المياه الذي يعيق عملية التنفس وسرطان الرئة والسل . وحسب الأستاذ نور الدين غربي فإن الغشاء المحيط بالرئتين يلعب دور الواقي للجهاز التنفسي ويساعد كثيرا على التنفس كما يحمي الرئة من الانكماش لأن تعرضها إلى أي إصابة قد يشكل خطورة كبيرة على صحة الفرد. ويرى الاستاذ دواغي أنه رغم التطورات العلمية في مجال التكفل بالأمراض التنفسية بالجزائر فإن نقائص لازالت تسجل خاصة عندما يتعلق الأمر بالكشف المتطور (توراسكوبي) والجراحة بالمنظار لعلاج الأورام وزرع الأعضاء الاصطناعية والعلاج بالليزر أو الجراحة بالفيديو. لذا فان المختصين دعوا الى حتمية تنصيب وحدات للعلاج ب''توراسكوبي'' على مستوى مصالح الأمراض الصدرية ووحدات للعلاج بالمنظار متعددة الاختصاصات تنتشر في كل أرجاء الوطن. كما حثوا على ضرورة تبني إجماع علمي للتكفل بالكشف المبكر وعلاج أورام الرئة والغشاء المحيط بها والقفص الصدري. واعتبروا أن توسيع وانتشار مراكز مكافحة السرطان المدعمة بكل الوسائل التقنية باتت حتمية تفرض نفسها للتكفل بهذا الداء وتخفيف العبء عن المراكز المختصة بالمدن الكبرى بل التخفيف من صعوبات تنقل المرضى. ونصوا على وضع استراتيجية وطنية لمكافحة التدخين للتخفيض من الإصابات التي تتسبب فيها هذه الآفة وفي مقدمتها سرطان الرئة والقصبات الهوائية. والجدير بالذكر أن عدد الإصابات بتسلل الهواء إلى غشائي الرئتين الذي له علاقة مباشرة بالإدمان على التدخين يصل ما بين 5 الى 10 آلاف حالة سنويا في حين يبلغ عدد الإصابات بسل الغشاء المحيط بالرئتين بين 3 الى 4 آلاف حالة سنويا.