صرح وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس بطهران أنه من المنتظر أن يتعزز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجزائر وطهران خلال السنوات القادمة بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن للبلدين ''موقفا مشتركا'' بخصوص كبريات قضايا الساعة على الساحة الدولية. وفي تصريح لوأج أكد مدلسي قائلا إن ''تصورنا للشراكة الاقتصادية والتجارية قد أضحى أكثر وضوحا وهناك تعاون كامل في مختلف الميادين". واعتبر مدلسي أن هذا ''التعاون يتمحور أساسا حول التجارة والتكنولوجيا والصناعة نظرا لحاجيات الجزائر سيما فيما يتعلق بإنتاج الإسمنت والسيارات والسكك الحديدية". كما عرفت التطورات التجارية بين الجزائر وطهران تحسنا كبيرا وذلك بعدما كانت جد محتشمة في السنوات 1990-.2000 وأبرز رئيس الدبلوماسية الجزائري أن ''نسبة النمو الاقتصادي لإيران قد عرف تحسنا ملحوظا بالرغم من سنوات الحظر''، موضحا ''لقد قررنا توجيه تعاوننا مع الايرانيين نحو قطاع التكنولوجيا". بناتج وطني خام يقدر ب570 مليار دولار خلال سنة 2005 تمثل إيران القوة الاقتصادية الثانية في المنطقة ويقدر الناتج الداخلي الخام لكل فرد ب8400 دولار، وتعد ايران رابع منتج للبترول في العالم وثاني مصدر له في منظمة الدول المصدرة للبترول. كما أنها سادس منتج للغاز الطبيعي حيث تتوفر إيران على ثاني أكبر احتياطي من هذه المادة بعد روسيا . ومن جهة أخرى صرح مدلسي قائلا ''تطرقنا خلال محادثاتنا بطهران مع نظرائنا الإيرانيين إلى الوضعية الحالية السائدة في موريتانيا وأوسيتيا الجنوبية". واضاف يقول ''هناك انشغال جزائري وإيراني بخصوص الوضع في موريتانيا بحيث يجب الحفاظ على المسار الديمقراطي''، مضيفا أن ''انشغالنا كبير جدا ايضا بخصوص الوضع السائد في أوسيتيا الجنوبية حيث خلف النزاع العسكري العديد من الضحايا". وفيما يتعلق بالملفات الكبيرة أوضح الوزير الجزائري ''لقد ناقشنا التطورات الأخيرة للملف النووي الإيراني والمشاكل السائدة في منطقة الشرق الأوسط سيما في فلسطين''، مؤكدا ''وجهة النظر المشتركة للبلدين بخصوص هذه الملفات ". وعن الجانب الطاقوي أبرز مدلسي أن الوزيرين الجزائريوالإيراني قاما بتقييم لوضعية السوق التي هي مرتبطة بالعوامل الجيوسياسية الحالية '' الهشة'' والتي تتميز ببروز نزاعات جديدة ''علاوة على تلك السائدة". ومن جانب آخر استبعد مدلسي تماما فكرة إنشاء ''أوبيب الغاز''، مؤكدا أن ''الأمر لا يتعلق بإنشاء منظمة للغاز ولكن بالتشاور بين الدول المصدرة''. وقال ''لم يتم بعد الموافقة على الفكرة فمنظمة الأوبيب تقوم على التنسيق بين الدول الأعضاء وأدوات تنظيم السوق العالمية بينما بالنسبة للغاز فتختلف العقود والسوق ونظام الأسعار". وخلص مدلسي إلى القول ''من الصعب اليوم تصور وضع منظمة للغاز على نمط منظمة الأوبيب".