شكل الملف النووي الإيراني ومسألة إنشاء اوبيك للغاز أهم نقاط المحادثات التي أجراها وزيرا الشؤون الخارجية مراد مدلسي والطاقة والمناجم شكيب خليل مع نظيريهما الإيرانيين في اليوم الأول من زيارة الرئيس بوتفليقة إلى طهران. وعقد الوفد المرافق للرئيس بوتفليقة في زيارته الى إيران عدة لقاءت مع نظرائهم تناولت المسائل ذات الاهتمام المشترك. وأكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي في تصريح صحفي عقب محادثات جمعته مع نظيره الإيراني السيد منوشهر متكي، أن الملف النووي الإيراني شكل أحد المواضيع الكبرى التي تم التطرق إليها خلال اللقاء. وأضاف السيد مدلسي "لقد تطرقنا إلى هذا الملف وموقفنا يبقى ثابتا"، موضحا "لا نقبل (سياسة) الكيل بمكيالين". وقال أن "البلدان التي تتوفر لديها الوسائل لها الحق في الاستفادة من الطاقة النووية المدنية لأغراض سلمية". وشدد على انه "ينبغي مرافقة البلدان التي تطمح الى تطوير الطاقة النووية المدنية للدفاع عن مواقفها و(مصالحها) وعلى هذا الأساس يتم التفاوض". وذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية بوجود تقاطع في مواقف البلدين بخصوص العديد من القضايا الدولية والاقليمية. وحول الملفات الاقتصادية بين البلدين تحدث السيد مدلسي عن وجود آفاق لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري خلال السنوات القادمة. وقال في تصريح صحفي "ان تصورنا للشراكة الاقتصادية والتجارية قد أضحى أكثر وضوحا وهناك تعاون كامل في مختلف الميادين". واعتبر السيد مدلسي أن هذا "التعاون يتمحور اساسا حول التجارة والتكنولوجيا والصناعة" مما سمح بالاستجابة لحاجيات الجزائر فيما يتعلق بإنتاج الإسمنت والسيارات والسكك الحديدية. واشار الى ان التبادلات التجارية بين الجزائروطهران عرفت تحسنا كبيرا وذلك بعدما كانت جد محتشمة في السنوات 1990 - 2000 . وابرز رئيس الدبلوماسية الجزائري أن "نسبة النمو الاقتصادي لإيران قد عرف تحسنا ملحوظا بالرغم من سنوات الحظر"، موضحا "لقد قررنا توجيه تعاوننا مع الإيرانيين نحو قطاع التكنولوجيا". وتعد إيران ثاني اكبر قوة اقتصادية في منطقة آسيا الوسطى بناتج وطني خام يقدر ب 570 مليار دولار خلال سنة 2005، ويقدر الناتج الداخلي الخام لكل فرد ب 8400 دولار وتعد رابع منتج للبترول في العالم وثاني مصدر له في منظمة الدول المصدرة للبترول. كما أنها سادس منتج للغاز الطبيعي حيث تتوفر على ثاني أكبر احتياطي من هذه المادة بعد روسيا. ومن جهة أخرى صرح السيد مدلسي قائلا: "تطرقنا خلال محادثاتنا بطهران مع نظرائنا الإيرانيين الى الوضعية الحالية السائدة في موريتانيا وأوسيتيا الجنوبية". وأضاف "هناك انشغال جزائري وإيراني بخصوص الوضع في موريتانيا بحيث يجب الحفاظ على المسار الديمقراطي" وأن "انشغالنا كبير جدا أيضا بخصوص الوضع السائد في أوسيتيا الجنوبية حيث خلف النزاع العسكري العديد من الضحايا". وعلى صعيد آخر كان اللقاء الذي جمع وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل ونظيره الإيراني السيد غلام حسين نوزاري بعنوان بحث ملفات التعاون الطاقوي بين البلدين ومسألة انشاء أوبيك للغاز. وقال السيد خليل الرئيس الحالي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبيك)، أن المحادثات تمحورت حول السوق البترولية والعلاقات الثنائية. واضاف ان المحادثات تناولت ملف انشاء منظمة البلدان المنتجة والمصدرة للغاز إلى جانب المشاريع القائمة بين الشركات الجزائريةوالإيرانية في قطاع المحروقات. وبخصوص انشاء منظمة للدول المنتجة والمصدرة للغاز أوضح السيد خليل أنه "سيتم مناقشة هذه المسألة خلال اجتماع سيعقد بموسكو". وذكر بأنه تم خلال اجتماع الدوحة وضع لجنة لبحث هذا الملف حيث سيتم طرح نتائج دراستها في اجتماع موسكو.