في قاعة اكتظت عن آخرها جرت محاكمة المتهمين في قضية شركاء أحمد رسام، فبعد سلسلة من التأجيلات بسبب غياب دفاع المتهم دحومان الذي عينت له محكمة الجنايات محام تلقائيا، هذا الأخير الذي رفض الإدلاء كعادته بأقواله رغم مناشدة رئيس المجلس له والذي قضت بحقه المحكمة عقوبة المؤبد استنادا لما صرح به أمام قاضي التحقيق، كما قضت ببراءة كل من بومزبر عادل ويخلف مراد من التهم المنسوبة إليهما. المحاكمة بدأت باستدعاء رئيس الجلسة للمتهم (دحومان عبد المجيد) الذي رفض الإدلاء بأي تصريح حتى أنه لم يقف عندما طلب منه ذلك، وقد ناشده الرئيس في المرة الأخيرة الإدلاء بأقواله لأن هناك متهمين اثنين يتوقف مصيرهما على ما سيصرح به لأنهما متابعان إثر الأقوال التي أدلى بها لدى مصالح الضبطية القضائية وقاضي التحقيق والتي ذكر من خلالها اسم كل من '' بومزبر عادل '' و '' يخلف مراد '' إلا أنه لم يتحرك من مكانه واستمر في صمته، ليشهد بعدها رئيس الجلسة هيئة المحكمة بامتناع المتهم عن الكلام ويأمر كاتب الضبط بتدوين الوقائع، وتلى بعدها أقوال '' دحومان عبد المجيد '' التي كان قد أدلى بها أمام الضبطية القضائية وقاضي التحقيق وكذا محضر الاستجواب، والتي جاء فيها أنه غادر التراب الوطني سنة 1992 متجها إلى إيطاليا وبعدها إلى ألمانيا، حيث طلب اللجوء السياسي هناك مؤسسا طلبه بانعدام الأمن في الجزائر سنة ,1993 وفي سنة 1995 تحصل على جواز سفر فرنسي مزور مقابل 1000 مارك ألماني وبعدها اتجه إلى فانكوفر بكندا مرورا بالدنمارك وتعرف على المدعو أحمد رسام في كندا وكون معه علاقة واعترف أنه اشترى معه المواد الكيميائية التي استعملت في إنجاز المتفجرات التي حاول رسام بعدها بواسطتها تفجير مطار لوس أنجلس في الألفية الجديدة، كما صرح أنه توجه بعد إلقاء القبض على رسام إلى الأراضي الأفغانية بواسطة جواز سفر مزور حيث تلقى تدريبات عسكرية وأنه كان ينوي الانخراط رفقة الجماعات الإرهابية بالجزائر. أما المتهم (بومزبر عادل) فقد أنكر التهم المنسوبة إليه والمتمثلة أساسا في الانخراط ضمن جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن واعترف بمعرفته للمدعو أحمد رسام، حيث ذكر أنه كان يسكن معه في نفس الشقة مع المدعو العبسي مصطفى ولم يكن يعلم بنشاطهم المشبوه، أما عن معرفته بدحومان عبد المجيد فقد طرح أنه التقاه مرتين في الشقة المذكورة عندما جاء هذا الأخير لزيارة رسام، وأضاف أنه لم تكن هناك أي علامات تبين أن رسام وأصدقاءه لهم نشاط إرهابي خاصة وأن هذا الأخير كان يتلقى منحة من السلطات الكندية كانت تمنحها للبطالين، كما صرح أنه بعد إلقاء القبض على رسام تم استجوابه بصفته ساكنا معه في نفس الشقة وأطلق سراحه بعدها، وهي نفس الأقوال التي أدلى بها المتهم يخلف مراد الذي صرح هو الآخر أنه غادر الوطن لأجل الدراسة، وتعرف على رسام ودحومان بصفته جزائريا كان يسكن معهما في نفس الحي. النيابة العامة تأسفت لصمت المتهم دحومان وقالت إنه كان يمكن أن يكشف الكثير من الحقائق وأدانت المتهمين وحملتهم مسؤولية الانتماء إلى جماعة إرهابية كانت تنشط داخل وخارج الوطن والتمست بحق المتهم دحومان عبد المجيد المؤبد، فيما التمست للمتهم عادل بومزبر 20 سنة و10 سنوات ليخلف مراد. أما دفاع المتهمين فقد كان له الحظ الأوفر، حيث طالب دفاع دحومان الذي عينته المحكمة تلقائيا ببراءة موكله موضحا أن التحقيقات لم تستوف كل الجوانب بما فيها الشخصين اللذين وجدا مع دحومان عند إلقاء القبض عليه في درارية بالعاصمة، وهو نفس الطلب الذي جاء على لسان دفاع كل من بومزبر ويخلف، وبعد المداولات القانونية قضت محكمة الجنايات بالأحكام المذكورة أعلاه. تجدر الإشارة إلى أن المحاكمة تخللتها عدة أحداث أهمها طرد علي بلحاج من قاعة المحاكمة بعد نعته النائب العام ب '' الكذاب ''.