حذر خبراء في طب العيون أمس من الخطر المحدق بحاسة النظر لدى الجزائريين والجزائريات نظرا لتعمد العديد من مقاهي الأنترنت إطفاء الأضواء في الفترة الليلية، وهو ما يهدد حاسة البصر لدى أغلبية ساحقة من الشباب ما تزال إمكانياتها المادية لا تسمح لها بحيازة أجهزة الحاسوب في منازلها، وكانت دراسة طبية ألمانية حديثة قد أثبتت وجود ارتباط بين جفاف الأعين أو ما يسمى ب ''حدة نشاف الأعين''، حيث تكثر فيما بعد أعراض الحساسية والحكة. وكان مختصون في طب العيون قد تحدثوا أمس ل ''الحوار'' حول هذه المسألة التي أصبحت تشكل هاجسا لدى مرتادي مقاهي الأنترنت أو حتى للفئة التي تستحسن إطفاء الأنوار في حالات مشاهدة الأفلام والإبحار في عالم الأنترنت، منبهة إلى أن بعض أصحاب محلات مقاهي الأنترنت يعمدون إلى ذلك للاقتصاد في الطاقة، موضحين أن ذلك يعود في الأخير بالضرر الجسيم على صحة المواطنين مهما كان سنهم. وقال مصدر طبي فضل عدم ذكر اسمه ''لقد وفرت لنا التكنولوجيا الحديثة العديد من الإيجابيات، لكن ذلك لا ينفي وجود سلبيات عديدة يجب اتخاذ احتياطات معنية للتقليل من أضرارها على صحة الإنسان، موضحا أن من ضمنها استخدام جهاز الحاسوب لمدة طويلة''، حيث استعرض الأضرار التي تصيب معصم اليدين والظهر، ليصل للخطر الذي يشكله استخدام الكمبيوتر على العيون. وفي هذا الصدد أكد المتحدث أن هناك تقريرا نشر في مجلة طبية ألمانية يشير إلى أن كل واحد من خمسة يجلس أمام جهاز الكمبيوتر بمعدل ست ساعات يوميا يزور طبيب العيون لأنه يشكو إما من نشاف أو حك العيون أو حساسية ضد الضوء، ويعود السبب في ذلك إلى قلة سائل الدموع نتيجة إصابة الغدة التي تجمع فيها بالخلل الوظيفي. وزاد أن المشاكل التي تظهر ليست مزعجة فقط بل تضعف المقاومة الطبيعية للعين حيال أمراض جلدية قد تصاب بها مثل مرض القوباء دون اللجوء إلى علاج قوي أحيانا. ويؤدي ترقق طبقة غدة سائل الدموع في حالات صعبة إلى التهابات القرنية نتيجة احتكاك جدار الجفن بالعين وبالتالي إلحاق أذى جدي بحاسة النظر. وحسب التقرير الطبي فإن للعوامل البيئية المحيطة وشروط العمل تأثير كبير على صحة العين مثل نشاف الهواء في أماكن العمل إن في الصيف المكيفات الهوائية أو في الشتاء التدفئة خاصة المركزية. ويسبب بعد العينين عن جهاز الكمبيوتر خلال العمل انخفاض رفة الجفون وعدم تجدد غشاء الدموع، عندها تنخفض كمية الدموع عن النسبة العادية، لذا وصف التقرير الطبي هذه الحالة بسندروم عين المكاتب Office-eye-sydrom وتصل نسبة الإصابة بها في أوروبا ما بين 15 و25 في المائة بعد أن أصبح الكمبيوتر هو الجهاز المعتمد في العمل وحتى في الحياة الخاصة وبالنسبة للعمل أمام جهاز الكمبيوتر نبه التقرير من اقتراب العينين من الشاشة المونيتور، فهي تلتقط كل الأشعة المضرة المنبعثة منها مع الحرص على أن تكون المسافة على الأقل ثلاثين سنتم، ووضعها على ارتفاع لا يجهد الأجفان أفضل وضعية تحت العينين مع إعطاء استراحات للعينين بين الفترة والأخرى بالنظر إلى النافذة أو أي شيء مريح بعيد عن الألوان الحادة أو الصاخبة. ويساعد الغمز عدة مرات في الساعة عضلات الجفون على الاسترخاء. وأوصى التقرير أنه يجب إجراء فحص طبي منتظم لدى طبيب العيون على الأقل مرة كل ستة أشهر خاصة للذين يستعملون نظارات طبية، فإذا كانت درجتها ضعيفة أو غير صحيحة تلحق نشاف بغدة الدموع مع مواصلة استعمال الدموع الاصطناعية خاصة التي تستحضر من مواد طبيعية للمحافظة على كمية السائل المطلوب.