دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الجزائر إلى العمل جنبا إلى جنب مع إيران للمساهمة في تشكيل نظام عالمي جديد يقوم على نظرة إنسانية. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية ما جرى من حديث بين نجاد ووزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله الذي بدأ مطلع هذا الأسبوع زيارة رسمية إلى إيران، حيث تحدث الرئيس الإيراني عن بداية حقبة جديدة ستعيشها الإنسانية جمعاء. وبخصوص هذه الحقبة، يرى نجاد أن الجزائروإيران لديهما مسؤولية مشتركة وكبيرة في هذا العصر الجديد ، والتي تتضح من خلال وجوب تحملها مسؤولية توضيح وترجمة القيم الثقافية للمسلمين ،وكذا نقلها إلى العالم اجمع وتعريفه بها على حد ما قاله نجاد الذي أن البلدين منوطان بالقيام بمهة أخرى تتمثل في مشاركة نشطة لهما من اجل تشكيل عالم جيد يقوم على أبعاد إنسانية . وأوضح الرئيس الإيراني أن الجزائروطهران تتوافران على الإمكانات اللازمة وعلى الخلفية الثقافية التي تمكنهما من التعريف بالنظام العالمي الجديد اللذين يطمحان إليه ،مشددا في هذا الإطار - في إشارة إلى واشنطن- على عدم السماح للمسؤولين عن'' سوء حظ ''الإنسانية للسيطرة مجددا على العلاقات الدولية . وسبق لنجاد أن قال في تصريحات ماضية '' إن العلاقات بين طهرانوالجزائر عميقة وأخوية ''، وان هذه العلاقات '' قد فتحت إمكانات كبيرة لمسؤولي البلدين لتوسيع التعاون في مجالات مختلفة '' ، مشيرا أن وجود الدولتين كعضوين داخل حركة عدم الانحياز ،ومنظمة المؤتمر الإسلامي يمنحهما فرصة جيدة للتعاون الثنائي الذي يصب في خانة تحقيق مصالح العالم الإسلامي. ومن جانبه دعا غلام الله إلى توسيع مجال التعاون الجزائريالإيراني إلى جميع المجالات، مبرزا في هذا الإطار العلاقات الأخوية والعميقة التي تجمع البلدين، ومبينا أن الجزائر تتابع دوما مواقف الرئيس نجاد، وستقدم الدعم اللازم له. وتأتي تأكيدات الرئيس الإيراني بحاجة بلاده للعمل جنبا إلى جنب مع الجزائر أياما قليلة مما صرح به وزيره للخارجية يد منو شهر متكي، حينما زار الجزائر مؤخرا بتقديم دعوة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من نظيره نجاد للمشاركة في مؤتمر قمة مجموعة ال15 التي ينتظر عقدها منصف شهر ماي القادم في طهران، حيث قال وقتها رئيس دبلوماسية بلاد الفرس أن الجزائر تعتبر من بين ''البلدان المهمة ضمن أعضاء مجموعة ال15 التي قررت أن يكون لديها برامج للمزيد من التعاون فيما بينها. وقال متكي حينها أن العلاقات الثنائية التي تربط البلدين ''متينة'' ، حسبما وصفها أنه سيعمل على ''تعزيز روابط التعاون القائمة بين البلدين في مختلف المجالات''، مشيرا أن زيارته للجزائر تهدف أيضا لتحضير الاجتماع القادم للجنة المشتركة العليا بين البلدين، والتي يتم عقدها كل عام. وستجتمع اللجنة المشتركة للبلدين قبل نهاية هذا العام ، وسيرأسها الوزير الأول احمد اويحي بمعية نائب الرئيس الإيراني، والتي ستعكف على تقييم ما تم تنفيذه مما اتفق عليه في الدورات السابقة ،خاصة اجتماع لجنة المتابعة الذي عقد شهر ديسمبر الماضي في العاصمة الإيرانيةطهران،والتي تضمنت برنامجا لتعزيز التعاون المشترك في بعض المجالات كالتعليم العالي و الصناعة و البناء و الزراعة،وحددت 19 مجال تعاون، إضافة إلى أنها مكنت من التوقيع على أربعة اتفاقيات تعاون تخص مجالات النقل والملاحة والفلاحة