جاء في دراسة دولية مهمة نشرت أمس الجمعة أن السبيل لإلحاق الهزيمة بالقاعدة ومنع الجماعات الإسلامية المتشددة من الحصول على مجندين للدفاع عن قضايا تنطوي على عنف هو حرمان تلك الجماعات من صورتها العصرية ''الجذابة'' وإظهار الإرهابيين في صورة مضحكة. وخلصت الدراسة التي أجراها مركز ديموز البريطاني البحثي واستمرت عامين إلى أن فكرة ''الجهاد'' بصورتها العصرية هي التي تجذب الشبان المسلمين إلى أعمال العنف أكثر من الدعاة المتشددين وأكثر من السياسات الخارجية للحكومات الغربية وبغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون لها. وجاء في تقرير ديموز أن من ينخرطون في أعمال الإرهاب تربطهم أوجه شبه مع الجماعات التخريبية مثل عصابات الشوارع ومثيري أعمال الشغب في مباريات كرة القدم أكثر من تلك التي تربطهم بمسلمين يؤمنون بآراء راديكالية لكنهم يرفضون العنف. وقال جيمي بارتلت الذي شارك في كتابة التقرير ''الشبان ينجذبون إلى القضايا الراديكالية وللتمرد على السلطة.. بالنسبة لغالبية الشبان المسلمين الراديكاليين يأخذ هذا شكل الاحتجاج والجدل والتعلم لكن بالنسبة لقلة تبدو القاعدة عصابة جذابة للانضمام إلى عضويتها رغم أن الحقيقة هي أن أعضاءها جهلة وغير أكفاء''. وشملت الدراسة التي ركزت على كندا لكنها درست أيضا بريطانيا والدنمارك وفرنسا وهولندا سجلات 58 شخصا من الإرهابيين المدانين ''الناشئين في الداخل'' من سبع خلايا في شتى أنحاء كندا وأوروبا كما شملت لقاءات مع 20 ''راديكاليا''. وكان هدفها فهم الأسباب التي تدفع بعض الراديكاليين المسلمين إلى الانخراط في أعمال العنف المستلهمة من القاعدة، بينما البعض الآخر الذي له نفس الآراء لا يفعل ذلك. وخلصت الدراسة إلى أن الراديكاليين الذين يلجأون إلى العنف لديهم فهم ضعيف للإسلام وهم في الأغلب لم ينشئوا في أسر متدينة ولم يدرسوا في الجامعة ولم يشاركوا في احتجاجات سياسية، وما يجعلهم متفردين هو بغضهم للمجتمعات الغربية وثقافتها. ويرى كتاب التقرير أن من الممكن للناس أن تقرأ كتابات راديكالية وأن تعارض علنا السياسات الخارجية للغرب وأن تؤمن بأحكام الشريعة الإسلامية وتؤيد مبدأ محاربة المسلمين الأفغان والعراقيين لقوات التحالف لكنهم في الوقت نفسه ينبذون الإرهاب المستلهم من القاعدة. وطالب التقرير الحكومات وأجهزة الأمن بأن تدرك هذا الفارق لأن استهداف الأشخاص الخطأ يولد النفور ودعا إلى السماح بنشر الآراء الراديكالية ومناقشتها ودحضها. كما دعا كتاب التقرير إلى استخدام السخرية واقترحوا وضع برنامج على غرار قوات السلام الأمريكية يسمح للمسلمين بالقيام بأعمال تطوعية خيرية في دول مثل العراق وأفغانستان، وقال بارتلت ''الأنشطة الإرهابية عادة ما هي إلا رفسات قاتلة للمراهقين.