بن عبد السلام: تشوه صورة بعض الإسلاميين لا تعني الانسحاب من الحقل السياسي على خلفية انتقاد كثير من الملاحظين للشأن السياسي في البلاد لانتهاز كثير من الأحزاب السياسية فرصة الحديث عن إشكالية الصور في الوثائق البيومترية الجديدة، على اعتبار أن هؤلاء استغلوها للمزايدة السياسية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من شرف البعض منهم الذي فقد وعاءه الانتخابي جراء ممارسات سياسة ممقوتة من طرف المواطنين، أكد الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني أن تورط البعض أو خذلان البعض من القيادات السياسية الإسلامية لآمال وطموحات المواطنين لا يعني بالضرورة عدم اتخاذ مواقف من القضايا ذات الاهتمام العام، مطالبا القضاء والعدالة والشعب بمحاكمة هؤلاء مهما كان الرداء الذي يتدثرون به، لأن شبهة تورط بعض الإسلاميين في الفساد وإخلاف الوعود الانتخابية لا يجب أن يغطي على المشكل من أساسه، بما معناه أن تسجيل هذا الأمر لا يوجب الانسحاب من الساحة وعدم اتخاذ المواقف الواجبة إزاءها. كما استغل الفرصة ليؤكد أن وعاء الإسلاميين في الجزائر لا زال بخير، وأن الاستحقاقات الانتخابية ليست معيارا لتحديد حجمها، مفندا استغلال هذه الفرص من أجل تبييض صورة الإسلاميين السياسيين التي فقدت وهجها في الضمير الجمعي للمواطنين على رأي البعض، مستدلا بالتفاف شرائح من مختلف التوجهات وراء كثير من الطروحات التي تبنتها حركة الإصلاح من قبيل قانون تجريم الاستعمار ورفض فكرة إلغاء عقوبة الإعدام، وغيرها من القضايا على حد قول جمال بن عبد السلام. من جهة أخرى أكد بن عبد السلام أن روافد الحركة المتمثلة في الجمعيات المختلفة والتنظيمات المتنوعة قد حلّت، وعليه فإن حركة الإصلاح الوطني تعمل اليوم على إنشاء هيئات شبيهة بتلك التي تعمل عليها الأحزاب الأخرى لضمان المناضلين والتكوين الجمعوي والسياسي لهم، حيث تم استحداث فرع في الحزب تحت مسمى ''شبيبة الإصلاح''، وهيئة خاصة بالمرأة فضلا عن العمل على تأسيس مركز دراسات خاص بالحزب مفتوح على جميع الطاقات مهما كانت توجهاتها وخلفياتها الفكرية. وبرر بن عبد السلام استحداث هذه الهيئات تحت مسمى الحزب، وعدم اعتماد طريقة الجمعيات المستقلة في ظاهرها كما تفعل تشكيلات سياسية في الساحة، أكد المتحدث في منتدى ''الحوار'' أن القوانين والإجراءات التي تسري في اعتماد الأحزاب السياسية ذاتها المطبقة في اعتماد الجمعيات غير السياسية. ولم يفوت المتحدث الفرصة ليصب جام غضبه على من أسماهم بالتروتسكيين في إشارة إلى الأمين العام لحزب العمال لويزة حنون، متهما إياهم بالانسلاخ عن هوية ومقومات هذا الشعب، وبخيانة قضايا العمال، محذرا وفق زعمه من مسعى تروتسكي علماني متطرف وحزب فرنسا للدوس والتهوين من قضايا مصيرية حسبه. وبخصوص القضايا العادلة جدد المتحدث دعم حركته للقضايا العادلة في العالم، والتي تأتي على رأسها القضية الفلسطينية.