واجهت آخر حملة لمكافحة التدخين في مصر، التي يدخن نحو 40 من رجالها البالغين، نتيجة غير متوقعة وهي زيادة الطلب على علب السجائر القديمة التي تحمل صور الأجنة المشوهة. ويشعر المدخنون الذكور بالقلق من طرح علب سجائر جديدة بالأسواق مدوّن عليها تحذير من أضرار التدخين يستخدم صورة لسيجارة رخوة منحنية للربط بين التدخين والعجز الجنسي، ويطالب المدخنون بعودة علب السجائر التي كانت تحمل التحذير السابق وهو على شكل صورة تربط بين التدخين وتشوّه الأجنة. وكانت وزارة الصحة المصرية قد أصدرت قراراً في أوت عام 2008 يقضي بأن يطبع جميع منتجي ومستوردي السجائر صوراً موحية على علب السجائر تبرز أضرار التدخين، وتم توزيع العلب التي تحمل الصورة التحذيرية لمدة ستة أشهر ثم تم إدخال صور جديدة. وكانت الصور الأولى متنوعة فإحداها تظهر صورة رجل يحتضر وهو يضع قناع الأوكسجين على وجهه، وأخرى تبين صورة طفل يسعل، وثالثة تظهر قطاعاً من رحم امرأة حامل مدون تحته عبارة تقول: ''التدخين يسبب تشوه الأجنة''، أما الصورة التحذيرية الجديدة التي طبعت على علب السجائر أواخر الشهر الماضي فهي تمثل سيجارة ذابلة مكتوب تحتها عبارة تقول: ''إن التدخين قد يؤثر على المدى الطويل على العلاقات الزوجية''. وسارع المصريون لالتقاط الفارق بين التحذيرين، ويقول تامر حسن، وهو سائق ميني باص، إن زوجته تصرخ في وجهه لكي يلقي بسجائره بعيداً، ويؤكد أنه صحيح البدن بنسبة 100 غير أنه وزوجته لم ينجبا أطفالاً بعد، ويضيف أن زوجته تشعر بالقلق إزاء ما يمكن أن يدور في أذهان الناس في ما يتعلق بوضعهما. وتأتي الصور التحذيرية التي أمرت وزارة الصحة المصرية بوضعها على علب السجائر في إطار برنامج تحت رعاية منظمة الصحة العالمية للحد من استهلاك التبغ، وهو برنامج يكمل تشريعاً لمكافحة التدخين تم إصداره في مصر العام ,2007 وبينما ظهرت صورة السيجارة المنحنية مطبوعة على علب السجائر في أكثر من 12 دولة، فإن ظهورها في مصر يعد الأول من نوعه في دولة بمنطقة الشرق الأوسط. تدخين الشيشة ينتشر بكثرة في مصر وكشف استطلاع للرأي العام أجري العام 2009 أن حوالي 40 من الرجال البالغين في مصر يدخنون السجائر أو الشيشة التي انتشرت، ويشير الأطباء إلى ظهور معدلات عالية من الأمراض المرتبطة بالتدخين مثل ارتفاع ضغط الدم وانتفاخ الرئة وسرطان الرئة. ويشير مصطفى كمال محمد، أستاذ الصحة العامة بجامعة عين شمس، إلى أن معدل الوفيات بسبب التدخين يبلغ 13 من المصريين فوق سن 35 عاماً، ويبلغ 20 % بالنسبة لجميع الذكور. ومع ذلك يبدو المدخنون الذكور أقل اهتماماً بخطر الموت الذي يرون أنه أمر حتمي على أي حال وذلك بالمقارنة باهتمامهم بالربط بين استهلاك التبغ والعجز الجنسي، وأوضحت الدراسات التي أجريت أن التدخين يأتي في مقدمة الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الانتصاب عند الرجال، حيث إنه يؤدي إلى تقلص الشرايين ما يقلل من تدفق الدم. ويوضح محمد أن العلاقة بين التدخين والعجز الجنسي معروفة منذ فترة طويلة، وتشير بعض الملاحظات الطبية إلى أن نحو 40 من الذكور فوق عمر 40 عاماً يعانون من أحد أشكال العجز، ويقول إنه عندما يعلم الشباب هذه الحقيقة فقد يضطرون إلى إعادة النظر في التدخين. بينما يوضح المسؤولون عن الصحة أن التحذيرات التي تطبع على علب السجائر في مصر تستخدم صوراً صادمة بهدف تقوية الرسالة التي تحملها خاصة مع ارتفاع معدل الأمية في مصر والذي يقدر بنحو 26 %، وفي هذا الصدد تقول فاطمة العوا إن التحذيرات الصحية التي تستخدم الصور أثبتت أنها المنهاج الأكثر نجاحاً في جميع أنحاء العالم إلى جانب إجراءات أخرى مثل فرض الضرائب على التبغ وإجراءات تحديد الطلب على السجائر. غير أن المدخنين في مصر الذين شعروا بالحرج من الصورة الأخيرة وجدوا وسائل لإخفاء التحذير من العجز الجنسي، وذكر أحد أصحاب الأكشاك أن المدخنين يسعون للحصول على أغطية من الورق المقوى رخيصة تحمل صوراً بهيجة أو رسوماً ليغطوا بها صورة السيجارة المترهلة، وقال آخر إن المدخنين يفرغون السجائر من العلبة التي تحمل الصورة الخادشة للحياء ويلقون العلبة ثم يعيدون وضع السجائر داخل علب قديمة، وأكد الاثنان أن معدلات بيع السجائر مستمرة كما هي دون انخفاض على الرغم من إدخال الصورة التحذيرية الجديدة، وقال حسن إنه أصبح يخفي علبة سجائره الآن ولكنه لم يقلل من عدد السجائر التي يدخنها، وأضاف قائلاً وهو يشعل سيجارة متحدياً: ''إنني سأستمر بصحة جيدة رغم التدخين إلى أن أصبح طاعناً في السن، وإذا شعرت بضعف ما فستكون الفياغرا موجودة دائماً''.