دعت آمال سحنون، رئيسة جمعية ''أصدقاء الرحمة ''، إلى ضرورة خلق صيغة قانونية تقضي بحماية حقوق الطفل اليتيم والمعدمين وحتى فئة المسنين قائلة إنهم أباؤنا وأمهاتنا، حيث أشارت إلى وجود نقص كبير في النصوص القانونية المتعلقة بحماية هذه الفئة، وكان من الواجب إصدار ميثاق لهم يهدف إلى التعريف بحقوقهم وحرياتهم، وكذا لا بد من توفير الميكانيزمات الضرورية لحماية هذه الحقوق، مقارنة بما هو موجود بخصوص باقي الأصناف من الأشخاص المعدمين. وأملها أن تجد هذه التوصيات صدى ومتابعة أفضل لدى كل الذين يهمهم راحة واطمئنان أطفالنا الأعزاء على قلوبنا. كيف تبلورت لديك فكرة تأسيس جمعية خيرية وما هي دوافعك لذلك؟ التربية الأخلاقية يكتسبها المرء من داخل أسرته، فمنذ الصغر وبحكم أنني تربيت يتيمة، توفى أبي وعمري سنة وأمي تزوجت وأنا عمري آنذاك ست سنوات، كنت في مرحلة طفولتي يتيمة وكنت بحاجة إلى والد. ورغم أن زوج أمي رباني أحسن تربية، ولكن لم أشعر يوما بالحنان، لان تلك الفترة بين الطفولة الصغيرة حتى بداية المدرسة، كنت بحاجة ماسة إلى أب، وأحسست بها كثيرا. ولما كبرت ورأيت هناك أطفالا يتامى يعيشون حياة مأساوية، سواء في منازلهم أو عند أقربائهم، من تلك اللحظة أردت الالتحاق بأي جمعية تخص هذه الفئة، على مستوى ولاية الجزائر، لأعمل على مساعدتهم. ثم جاءتني فكرة إنشاء جمعية مختصة بالأطفال الأيتام، أي الطفل الذي يحتاج إلى الدعم المعنوي والحنان، وأنا مررت بتلك المرحلة. فالطفل يكون هو الآخر حساسا وسوف اعتني بهذه الفئة وأعمل على مساعدتها إلى أخر رمق في حياتي. وقد تأسست جمعية أصدقاء الرحمة العام 2003، مقرها بالمركز الثقافي طالب عبد الرحمان المتواجد على مستوى ببلدية عين البنيان، وهي جمعية تنشط على مستوى الدائرة الإدارية لمقاطعة الشراڤة، أي تعمل أكثر مع الأطفال اليتامى لكل من بلدية عين البنيان، الشراڤة واسطاوالي، حيث تتكفل بتقديم المساعدات لجميع الشرائح المعوزة من فقراء ومسنين ومعاقين. جمعيتنا تسعى لضمان حقوقهم، وهي جمعية تعمل أكثر مع المحسنين من مختلف الفئات. وبعد أربع سنوات من العمل تم منحنا الاعتماد، وأنا رئيسة لها، ويشرف على تسييرها أكثر من 150 مسير عبر العاصمة، هذا هو هدف الجمعية، التكفل باليتيم أو بالمعدوم أي كان . ما هي المشاكل التي تعاني منها جمعية أصدقاء الرحمة؟ جمعيتنا تهتم أكثر بالطفل الذي نعتبره ابننا ولكن العمل الخيري لجمعيتنا لا يقتصر فقط على الطفل بل أيضا على المسن الذي بالنسبة لنا هو الأب أو الأم، فالميدان خاص بالكبير وبالصغير. ومع أن طبيعة الإنسان الجزائري انه خير ويحب الخير، لكن أول مشكل تواجه الجمعية، هو الشق المالي خاصة، إنها تقوم بمشاريع ختان أطفال ولمدة تقريبا عامين لم نقم بختان الأطفال، وحتى النشاطات الثقافية والخيرية أيضا، لم نقم بها منذ عامين، بسب ندرة الاعانة، حيث تحتاج الأنشطة إلى أموال ضخمة لإنجازها، جمعيتنا تعمل بإعانات المحسنين، ولكن هذه الفترة انقطعت الإعانات وحتى أموالنا الخاصة أضحت هي الأخرى لا تكفي، خاصة انه على مستوى بلدية عين البنيان ولا اذكر بلدية الشراڤة واسطاوالي، توجد مائتا عائلة محتاجة ومعدمة، نعمل على التكفل بها وبكل متطلباتها، على سبيل المثال الأب عاطل عن العمل، راتبه الشهري لا يكفي، معاق، الوالد متوفى، فجمعيتنا تتلقى مساعدات المحسنين، سواء التجار او حتى المواطن ذي الدخل البسيط، وحتى من أراد التبرع لنا بكل من الملابس، الأحذية، الأغذية، الحافظات وغيرها، فعملنا يقتصر على مد يد العون أي تبرع كان، ما عدا المال تفاهمنا وتشاورنا مع أعضاء الجمعية ''لا نريد المال''. فعلى سبيل المثال الذي يصنع الفراش، وأراد أن يصدقه للجمعية فليقدمه لنا، وحتى الملابس وغيرها من الأشياء التي تستحق التبرع. هناك نقص في أعمال الخيرية من طرف المحسنين لا اعرف السبب، ربما لكثرة المواطينن المحتاجين، أو أسباب أخرى خارجة عن نطاق الإنسان، لسنوات مضت كانا نتلقى مساعدات كثيرة من قبلهم، هناك أسباب خارجة عن نطاق الإنسان ''ربي أيفرج'' كل منا يمر بفترة صعبة. تعمل جمعية أصدقاء الرحمة على إعانة ثلاثة مائة عائلة سنويا، هلا حدثتنا كيف يتم ذلك؟ وهل هناك أكادر يعملون على مساعدتك في هذا المجال؟ فعلا تعمل جمعية أصدقاء الرحمة على التكفل التام بالفئات المذكورة، حيث تجاوز عددها الثلاثة مائة عائلة بكل متطلباتها، وعلى مستوى عين البنيان يتوجد مائتا عائلة نعمل على التكفل بها، وهناك حوالي ثلاثين عائلة تقطن بالبناء الفوضوي ببلدية اسطاوالي، نعمل أيضا على مساعدتها، وحوالي عشرين عائلة تقطن بقرية بوشاوي ببلدية الشراڤة، وهناك عائلات تسكن في الحوش الأحمر، هناك أطفال لم يلتحقوا بعد بمقاعد الدراسة، بحكم المسافة البعيدة عن المدرسة، أو بحكم بطالة الأب، حتى أنهم لم يطالبوا السلطات البلدية بإعطاء منحة لمساعدة أطفالهم على التمدرس. وبخصوص الإجابة عن الشطر الثاني من السؤال، فهناك محسن من ولاية تيبازة وهو الممول الرئيسي مستورد بالملابس المستعملة ''شيفون ''، وهو من يقوم بتوزيعها على المحلات الخاصة بهذا النشاط على مستوى ولاية الجزائر ، حيث يعمل على تقديم في كل المناسبات ملابس وأحذية خاصة بالأطفال وحتى لفئة الكبار، ونحن بدورنا قمنا بتوزيعها عليهم. وأشير في هذه النقطة إلى أن الطفل أفضل له الملابس المستعملة التي تكون صالحة للباس ونظيفة، عوض الذهاب إلى المدرسة وحذاؤه وملابسه ممزقة. وهناك تجار يعملون ب ''السوبيرات'' يعملون على تقديم المواد الغذائية، وأنا أقوم بتوزيعها على العائلات المحتاجة. هل هناك أعمال خيرية أخرى بالموازاة مع الأنشطة الاعتيادية تقومون بها ؟ نقوم بتقديم قفة رمضان أيضا، ولكن لم نستطع تقديم القفة هذه السنة، نظرا لنقص الإعانات من قبل المحسنين، نحن الآن على اتصال مع بلدية عين البنيان لمساعدتنا. فالسلطات الوصية تساعدنا ولكن القيمة المالية التي تمنحها لنا، ما بين خمسة عشر وعشرين مليون دينار في السنة، هذا لا يكفي فمعظم النشاطات الخيرية التي نقيمها، على سبيل المثال ختان الأطفال، فنشاط واحد يكلف عشرين مليون سنتيم في اليوم الواحد، فالطفل الواحد تقدر كل تجهيزات ختانه بخمسة آلاف دينار جزائري. فالسلطات نفهمها ونعتذر عنها، لان لا توجد جمعية واحدة تتكفل بإعانتها سنويا، يوجد عديد الجمعيات على مستوى البلدية الواحدة. الإعانة التي نقدمها نحن حسب ما تبرع به المحسنون، لا تقتصر على المناسبات فقط، وإنما سائر الأيام، ونحن لا نكتفي بمالنا الخاص، سوى بالتكفل بأربع عائلات فقط. هل هناك فئات أخرى تعملون على مساعدتها ؟ بالتأكيد هناك فئة المسنين، فهم بمثابة آبائنا وأمهاتنا أو أجدادنا، فأكثر هاته الفئة عاجزين عن المشي، فنعمل على مساعدته وتقديم الكراسي المتحركة لهم، حيث نعمل مع الأشخاص الذين لديهم كراسٍ متحركة في منازلهم خاصة بذويهم المعاقين ولا يستعملونها، فيمنحوها لنا ونحن بدورنا نقدمها لمستحقيها، وحتى الحفاظات يوجد بها نقص كبير لهذه الفئة، خاصة أن أكثرهم يستعملونها، أوجه نداء إلى السلطات الوصية لمساعدة الجمعية، وإمدادها بالحفاظات لأن هذه الفئة المسنة بحاجة أكثر لها، هناك العديد من المسنين طلبوا منا حفاظات ولكن لا توجد لا للبيع ولا للتبرع''. هل هناك من مشاريع خيرية أخرى في الأفق ؟ نعم هناك جديد أنا بصدد انجاز مشروع وهو تعليم الفتيات اليتيمات والذكور العاطلين عن العمل، إدخالهم عالم الشغل، والعمال بهذا المشروع لا يهم إن كانوا متحصلين على شهادات كفاءة في الطبخ، وبحكم أنا كنت أستاذة طبخ، سأعمل على تعليمهم كل فنيات الطبخ بأنواعه التقليدية والعصرية. أدخلهم معي في المشروع '' يأكلون معي الخبزة '، يعني يتعلمون ويعملون معي في نفس الوقت، وسأحدثكم عن مشروعي الجديد الذي أطلقت عليه اسم ''كغيتوغ''، هذا المشروع أصبح يستعمل في الجزائر منذ سنوات قليلة فقط، على سبيل المثال لما تكون عائلة ما عندها حفل زفاف أو خطوبة أو مناسبة أي كانت، وحتى الشركات، المؤسسات العمومية والخاصة، في عوض الطبخ بمنازلهم أو ذهاب أصحاب الشركات إلى مطاعم الفنادق للأكل، فنحن نعمل على الطبخ وإيصال الأكل لهم بمؤسساتهم ومنازلهم، وحتى العائلات وخاصة المرأة العاملة التي ليس لها الوقت تدخل منزلها في المساء للطهي، تتصل بنا ونحن في الحين نحضر لها الأكلة التي تريدها ونوصلها لها إلى غاية منزلها، سوف نبدأ بهذا المشروع خلال هذه الصائفة، وأيضا أننا كذلك نعمل ''لقالا'' في حفلات الزواج وأي حفلة كانت. من هي سحنون آمال ؟ آمال سحنون هي سيدة جزائرية من مواليد عام 1970، وبالضبط من ولاية عين الدفلى،كنت أستاذة طبخ بالمركز طالب عبد الرحمان، أدرس الفتيات والسيدات الطبخ التقليدي الجزائري والعصري الغربي. ولما فتحت الجمعية تفرغت لها واخترت أن أكون مع الفئة اليتيمة وحتى المعدومة للالتحاق بالجمعية، وابتعدت عن عالم التدريس، ولكن أنا بصدد انجاز مشروع، وهو تعليم الفتيات اليتيمات، وحتى الذكور العاطلين عن العمل. ف. ن