أجمع رؤساء وأعضاء جمعيات المجتمع المدني الناشطة في ميدان حماية المسنين والأشخاص المعاقين في تصريحات ل ''الحوار''، أن سنة 2008 قد تميزت بتحقيق إنجازات ومشاريع هامة لفائدة الفئة التي تمثلها من الناحية النظرية في مجال إصدار النصوص والقوانين التشريعية مقابل غياب التطبيق الميداني. نهاية سنة 2008 تعني بالنسبة لجمعيات حماية الأشخاص المعاقين والمسنين نهاية سنة لا تختلف في فحواها عن السنوات السابقة كما عبر عنه جل رؤسائها ممن عبروا في تصريحات هاتفية ل ''الحوار''، حتى وإن حملت في طياتها حصيلة معتبرة من الرصيد القانوني النظري الذي يضاف إلى ذلك الموجود والذي لم يعرف التطبيق الفعلي لسبب أو لآخر لاختلاف الظروف. شيخي: زيادة عدد دور العجزة عار قيمت السيدة سعاد شيخي رئيسة جمعية ''إحسان'' لمساعدة الأشخاص المسنين سنة 2008 من ناحية الاهتمام بفئة العمر الثالث قائلة إنها حملت مكسبا هاما لفئة المسنين بمصادقة مجلس الوزراء على قانون حماية المسن مطلع هذا الشهر ودخوله حيز التطبيق قبل نهاية السنة الجارية، موضحة أن القانون الذي تم عرضه على حكومتي بلخادم وأويحيى خلال هذه السنة والسنوات الماضية كان مطلب جمعيتها منذ أول سنة لتأسيسها قبل 8 سنوات، بحيث رفعت هذه الأخيرة وفي مناسبات مختلفة حسب رئيستها مطالب للسعي للتكفل بالمسنين بين عائلاتهم بغية التقليل من أعداد المتواجدين منهم داخل مراكز العجزة وبالتالي فسح المكان لأولئك الذين لم يبق لهم معيل فتتكفل بهم الدولة. 28 مركزا لإيواء المسنين على المستوى الوطني يعتبر عارا على المجتمع الجزائري بالنظر إلى هويته وتقاليده التي تحثه على رعاية وحماية المسنين، صرحت السيدة شيخي، مضيفة أن العمل على زيادة عددها مستقبلا يعتبر هو الآخر عار أيضا ولا يمكن تقبله من منظور أنه يفتح الباب على مصراعيه للأبناء العاقين للتخلي عن أوليائهم، لذا يجب وضع حد لتوسيع مراكز استقبالهم مع تدعيم الخطوة بقوانين تحدد الأسس والمعايير التي يتم على أساسها قبول استقبال المسنين حتى تكون عائقا أمام من ينوون التخلي عن أوليائهم بها. وعن القانون الذي دخل حيز التطبيق هذا الشهر علقت شيخي مطالبة بضرورة تضمنه لمواد تمنع استقبال المسنين المرفقين من قبل أبنائهم أو أفراد من عائلاتهم أو أولئك الذين يتضح أنهم يملكون عائلة ترفض إيواءهم، وهذا من أجل فسح المجال لآخرين ليس لديهم مأوى أو معيل ممن مازالوا يتخذون من الشارع مسكنا لهم ومن التسول مصدر رزق وخاصة المعاقين منهم. ولخصت شيخي سنة 2008 أنها حتى وإن تميزت بنقص في تطبيق القوانين الموجودة لفائدة المسن إلا أنها تعتبر السنة التي حملت خطوة نحو الارتقاء بهذه الفئة وهو أملها وأمنيتها التي ترغب في أن تتحقق السنة القادمة. السنوات صارت نسخة عن بعضها بالنسبة للمعاق كرر كل من رئيس جمعية ''إخلاص'' ورئيسة جمعية ''أمل'' للمعاقين نفس العبارة في تقييمهما لما جاءت به سنة 2008 لصالح المعاق، قائلين إن السنوات صارت نسخة عن بعضها بالنسبة للمعاق لا تعرف الجديد. فمن جهته أوضح السيد بوخالفة رابح رئيس جمعية ''إخلاص'' أن المشاكل التي مازالت هذه الشريحة الهشة من المجمع تتخبط فيها وتكافح للخروج منها، لا ترجع في أصلها إلى نقص النصوص القانونية المتعلقة بحماية حقوق المعاق والتكفل به بقدر ما تعود إلى عدم الجدية في تطبيقها على أرض الواقع، فحتى مع وجود مراسيم تجبر رؤساء المؤسسات الوطنية والخاصة على توظيف ما نسبته واحد بالمائة من اليد العاملة بها من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف إعاقاتهم مازال العديدين منهم يرفضون تحمل مسؤولية الإقدام على مثل هذه الخطوة، وإن تم ذلك فإنهم يماطلون في تسوية وضعيتهم إزاء الضمان الاجتماعي. وقال بوخالفة إن هذه السنة لا تختلف عن سابقاتها في مجال التكفل بالمعاق إلا أنه يأمل في أن تحمل السنة الجديدة حقا الجديد لصالحها. بينما عبرت الآنسة حيزية رئيسة جمعية ''أمل'' عن تأسفها لما حملته السنة الجارية لفائدة المعاقين، بحيث رأت أنه حتى وإن ترى جمعيات أخرى أنها عرفت إنجازات لصالح هذه الفئة من ناحية دخول قانون مجانية التنقل الجوي الداخلي للمعاقين حيز التطبيق مثلا أو توظيف واحد بالمائة من الفريق العامل بالمؤسسات من المعاقين وغيرها من النصوص، إلا أنها لا تعد إنجازات في الحقيقة باعتبارها جاءت متأخرة في التطبيق وتعود من الناحية النظرية لسنوات عدة عرفت التماطل في النظر فيها بصرامة. وأضافت حيزية أن مع انطلاق العد التنازلي لنهاية السنة مازالت أعداد كبيرة من المعاقين حركيا وحتى من المعاقين ذهنيا لم تتمكن من التمتع بحقها في الحصول على منحة المعاق أو منحة التضامن الجزافية، وتواجه مجموعة واسعة من العوائق أمام مكاتب الجماعات المحلية في التسجيل في قوائم المعاقين الذين طال انتظارهم للحصول على بطاقة المعاق من طرف مديرية الشؤون الاجتماعية، ناهيك عن الوضعية الصعبة التي يعيشها المعاقون القاطنون بالمناطق النائية التي تعرف إنجازات مرافق صحية واجتماعية كبرى لم تؤخذ في الحسبان تسهيل دخولهم لها وخاصة المدارس ومراكز التكوين المهني. وأمام هذا الوضع قالت حيزية ''لا يسعنا كمجتمع مدني سوى أن نتمنى أن تكون السنة القادمة سنة مليئة بالانجازات الإنسانية والاجتماعية لفائدة الفئات الهشة من المجتمع وتحديدا المعاقين، وأن تكون سنة تلقى فيها جمعيتها آذانا صاغية وإرادات حقيقية لتحقيق مطالبها التي لن تتوقف عن توجيهها للسلطات المعنية من خلال تنظيم الوقفات الاحتجاجية والتي ستشرع فيها ابتداء من الأسبوع القادم.