تشهد بلدية بوفاريك كل يوم اثنين، تنقل شاحنة مجهزة بأحدث الوسائل موجهة للتبرع بالدم، تزامنا مع سوق الإثنين الذي يعرف إقبالا مكثفا من المتسوقين، مما يجعل هذه الشاحنة قبلة العديد من المتبرعين، لاسيما الشباب ومن مختلف المناطق المجاورة كالشبلي، قريط، سويداني بوجمعة ومناطق أخرى خارج الولاية· كشف رئيس مصلحة حقن الدم ببلدية بوفاريك، الدكتور جمال الدين دمرجي، أن مديرية القطاع الصحي ببوفاريك تولي اهتماما كبيرا للتكفل بانشغالات المواطنين مع تحسين الظروف وتقديم الخدمات الصحية، بدءا بتدعيم المستشفى بشاحنة مخصصة للتبرع بالدم، ونظرا للحاجة الماسة إلى هذه المادة الحيوية التي تتطلبها حالات مرضية متعددة وعلى مستوى مختلف المصالح، كالجراحة، الاستعجالات، الولادة، طب الأطفال، لا سيما مصلحة مكافحة السرطان المتواجدة على مستوى المستشفى الجامعي "فرانتز فانون"، والتي تستهلك الكثير من هذه المادة تصل الى 22 ألف كيس سنويا، لا سيما بعض الأمراض التي تعتمد في علاجها على التزود بهذه المادة فقط· وأشار الدكتور جمال الدين مدير القطاع الصحي، أن مستشفى بوفاريك حقق الاكتفاء الذاتي في مادة الدم المتوفرة، والتي ساهمت، في ظل التنسيق مع المركز الولائي للتبرع بالدم بالبليدة، في التخفيف من معاناة السكان وباقي المناطق النائية والقرى المجاورة، مع تذليل معاناة تنقل المحتاجين والمتبرعين على حد سواء نحو مراكز أخرى لحقن الدم كالبليدة ومستشفى مصطفى باشا ولا سيما في الحالات الاستعجالية الطارئة كحالة النزيف التي شهدها المستشفى آنفا، التي تطلبت 8 أكياس من الدم· وفي ذات الصدد، أكد الدكتور أن مصلحة حقن الدم ببوفاريك تعمل دون انقطاع في أيام العمل والراحة، حيث يتواجد بها فريق يعمل بالمناوبة، مما جعل إقبال المتبرعين مستمرا وعلى مدار أيام الأسبوع، خاصة بعد العمليات التحسيسية التي تمت على مستوى المساجد، الجمعيات والبلديات، بالإضافة الى المطويات اللافتات والملصقات الجدارية، لاسيما الشاحنة التي تتنقل كل يوم إثنين، حيث وقفت "المساء" على هذه العملية التي كانت فرصة للالتقاء بعدد معتبر من المتبرعين وعلى رأسهم رئيس البلدية الجديد السيد "كمال مراح" وأعوان البلدية··· ومن جهة أخرى، أضاف نفس المتحدث أن التبرع بالدم صدقة جارية وواجب على كل إنسان يتراوح عمره بين 18 و60 سنة، فقطرة دم تمنح الحياة، وركز على بعض فصائل الدم التي تعد مفقودة ونادرا ما يحصل عليها المريض مثل - O، - B -·AB وخاصة -A التي كانت سببا في إنقاذ حياة مولود جديد بعدما كتب له عمر جديد، يقول الدكتور· والملفت للانتباه ونحن نتابع هذه العملية التضامنية عن كثب، أن عدد المتبرعين بلغ في ظرف زمني قصير 18 متبرعا من مجموع 28 مقبلا، بعد أن خضع جميعهم لفحص طبي· وقد كشف الدكتور جمال الدين، أن عدد المتبرعين في تزايد مستمر· مضيفا أن كيسا واحدا من الدم يستفيد منه ثلاثة مرضى، وهذا بعد فصله الى بلازما، كريات حمراء وصفائح، حيث يستطيع الرجل أن يتبرع بدمه كل ثلاثة أشهر، أما المرأة فكل أربعة أشهر·· والتي كان إقبالها محتشما· ويرى المتبرعون أن الإرادة والإنسانية من دوافع الإقبال على هذه العملية، أما الشاب جمال الفرطاس، الذي يعد متبرعا دائما منذ حوالي ست سنوات، فيرى أن التبرع بالدم صحة ونشاط وواجب مقدس·· كما يرى كل من علي، عبد الرفيق وسعيدة، الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و30 سنة، أن حسن الاستقبال والمعاملة من قبل المشرفين على هذه العملية هما أساس الإقبال، قد أصبحت هذه الشاحنة الموجهة للتبرع بالدم كل يوم اثنين قبلة تستقطب العديد من المتبرعين·