أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في أن تكون زيارته إلى أثينا بداية لإدخال العلاقات اليونانية التركية في مرحلة أفضل. وبدأ أردوغان زيارة رسمية إلى أثينا تهدف إلى تعزيز التقارب بين البلدين والتضامن مع اليونان التي تمر بأزمة مالية حادة، والتقى ونظيره اليوناني جورج باباندريو. وكان أردوغان مرفوقا بعشرة وزراء وأكثر من 100 رجل أعمال، في هذه الزيارة التي اعتبرها سياسيون ومحللون تاريخية، نظرا للتوتر الذي كان يطبع علاقات البلدين الجارين على مدار سنوات طويلة، سواء بسبب الجزر الصخرية الواقعة في بحر إيجة أو القضية القبرصية أو تعرض المجالين الجوي والبحري للانتهاك من قبل هذا البلد أو ذاك. ونقلت صحيفة ''الشرق الأوسط'' اللندنية عن متحدث باسم الخارجية اليونانية قوله: ''إن مباحثات الجانبين كانت إيجابية للغاية وتهدف إلى تقارب فلعي بين البلدين''. وأعرب أردوغان عن الأمل في أن تكون زيارته ''بداية لإدخال العلاقات اليونانية - التركية في مرحلة أفضل''. ولفت أردوغان، الذي تعود آخر زيارة له إلى أثينا إلى ,2004 أثناء الحديث مع مضيفه، إلى أنه قام خلال ولايته ب''6 زيارات رسمية أو شبه رسمية'' إلى اليونان. وشهد رئيسا وزراء البلدين التوقيع على 21 اتفاقية بين البلدين، شملت مذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون في قطاعات التجارة والسياسية الخارجية والاقتصاد والبيئة والطاقة والبحث والتكنولوجيا والثقافة والسياحة والتنمية، كما شاركا في المنتدى التجاري اليوناني - التركي. تضمنت أجنده المناقشات بين زعيمي البلدين، مناقشة القضايا العالقة، ومحاولة إيجاد مناخ من الثقة بين الحكومتين والبلدين. كما ناقشا مسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي وموضوع الحد من التسلح وتخفيض النفقات العسكرية، على اعتبار أن لدى البلدين ميزانية كبيرة للدفاع ويجب أن يحدا من هذه النفقات واستخدام الأموال لأهداف أخرى، تعود بالنفع على الشعب والوطن. وتنفق اليونان الجزء الأكبر من إجمالي ناتجها المحلي على جيشها متجاوزة أي دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي. يذكر أن البلدين كانا على شفا حرب عام 1996 بسبب خلاف على ملكية جزيرة صخرية غير مأهولة في بحر إيجة الواقع بين البلدين، وعلى الرغم من أن هناك تقدما واضحا في تحسين العلاقات الثنائية منذ 1999 بدأه جورج باباندريو، وزير الخارجية، وقتها مع نظيرة التركي الراحل إسماعيل جيم، يتواصل التوتر التركي - اليوناني حول مسائل تحديد المياه الإقليمية في بحر إيجة والمجال الجوي والبحري والمشكلة القبرصية، لكن الرأي العام في اليونان لم يكن في مجمله مرحبا بالزيارة مثلما فعلت الحكومة.