يعتبر السرطان من أهمّ أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، فقد تسبّب هذا المرض في وفاة 9ر7 مليون نسمة في عام 2009؛ حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، ومن المتوقّع أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، فالتقديرات تشير إلى أنّها ستبلغ 12 مليون حالة في عام .2030 وتعتبر السرطانات التي تصيب الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وراء معظم وفيات السرطان التي تحدث كل عام؛ وحسب الدراسات العلمية فإنه بالإمكان الوقاية من عدد كثير من حالات السرطان وذلك بتجنب العوامل المسببة والمساعدة لحدوث هذا المرض. ويعتبر التبغ بكافة أنواعه ووسائله من أهم هذه العوامل على الإطلاق، حيث يأتي في مقدمة العوامل المسببة لأمراض السرطان. وفي موضوعنا هذا سيتم التركيز حول علاقة التدخين النشط، تعاطي الدخان والسلبي، التعرض لأبخرة الدخان بالإصابة بسرطان الثدي أكثر السرطانات شيوعا عند النساء، حيث بلغ عدد حالات الوفاة بسبب سرطان الثدي في العالم العام 2007م 548000 حالة. عندما تدخن المرأة السجائر أو الشيشة أو أي وسيلة أخرى تدخل عبرها مكونات التبغ المسرطنة للجسم فإن ذلك يزيد من احتمالية إصابتها بسرطان الثدي. وحسب عدد من الدراسات العلمية فإن علاقة التدخين النشط بسرطان الثدي نستطيع أن نلخصه في عدة نقاط، منها أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين السيدات المدخنات تزيد حوالي 30 بالمائة عن نسبة الإصابة بين السيدات اللواتي لم يدخن مطلقا. بعد انقطاع الطمث وعندما تنخفض مستويات الأستروجين، فإن السيدة المدخنة حاليا أو لفترة طويلة والتي بدأت التدخين قبل سن 25 عاما يكون لديها 30 - 40 % زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي. إذا دخنت السيدة بعد انقطاع الطمث وكانت تدخن لمدة 20 سنة أو أكثر وقامت باستخدام علاج هرموني تعويضي الذي يرفع مستويات الأستروجين ''قد تستخدمه لعلاج هشاشة العظام مثلا'' فإن خطر إصابتها بسرطان الثدي يكون 50 %. وفي دراسة سويدية وجد أن نوع السرطان الذي لا يحتوي على مستقبلات هرمونية و الذي يكون عنيفا و أصعب في علاجه وجد أنه أكثر حدوثا مع المدخنات الحاليات. دراسة أخرى تم إجراؤها بواسطة باحثين في جامعة كاليفورنيا وجدت أن تدخين السجائر كان مرتبطا بانتشار سرطان الثدي للرئتين . وهؤلاء المرضى أيضا تكون لديهم معدلات وفيات مرتفعة. النساء المدخنات في عمر ما قبل سن اليأس يكنّ أكثر عرضة لسرطان الثدي وذلك بسبب أن مستويات الأستروجين قبل سن اليأس مرتفعة وهذا يعني أن التأثير المضاد للتدخين على الأستروجين المهم بعد سن اليأس لا يكون له أي تأثير على هذه الفتيات.