يعتبر داء السرطان من أهم أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، و في هذا الصدد فإن منظمة الصحة العالمية تستغل الرابع من شهر فيفري كل سنة – اليوم العالمي للسرطان- من أجل التخفيف من العبء العالمي الناجم عن مرض السرطان باعتباره يثقل الصحة العمومية. وحسب إحصائياتها فإنه تم تسجيل 7.9 مليون نسمة عام 2007 ومن المتوقع أن يواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، فالتقديرات تشير إلى أنها تبلغ 12 مليون حالة عام 2030. أما على المستوى الوطني، فإن إحصائيات وزارة الصحة بالجزائر تشير إلى أنه يتم تسجيل ما بين 30 و 35 ألف إصابة جديدة بالسرطان سنويا بالجزائر و يكشف عن 80 من الحالات في المراحل المتقدمة من المرض و أنه ما لا يقل عن 13 ألف مواطن مجبرون على الانتظار لفترات قد تصل إلى سنة كاملة قبل الاستفادة من العلاج بسبب العجز في الأماكن المخصصة لمعالجة السرطان أمام ارتفاع عدد المرضى كما أنه من المنتظر أن يتم استلام ست مراكز جهوية لمكافحة السرطان من بين 15 المقرر إنشاؤها و تجهيزها قبل نهاية السنة الجارية. وحسب وزارة الصحة فإنه تم تسجيل 80 حالات سرطانية المكتشفة الميئوس منها يأتي في مقدمتها سرطان الثدي حيث تتراوح الإصابة به بين أربع و سبعة آلاف حالات جديدة سنويا، ثم سرطان الرئة عند الرجال بنسبة ثلاث إلى أربعة آلاف حالة عبر التراب الوطني، يليه سرطان الكولون و يتراوح بين 2500 و 3000 حالة، أما سرطان البروستات فيأتي في آخر السلم ب 1800 و 2000 إصابة بالجزائر حسب الأرقام المتوفرة لدى المركز المتخصص في علاج و متابعة مرضى السرطان على المستوى الوطني. ومن بين المصابين بمرض السرطان بكل أنواعه نجد بين 1000 إلى 1500 طفل أي بنسبة تعادل 5 من النسبة الإجمالية للمصابين بالمرض. و في ذات السياق، فإن المخطط الوطني لمكافحة السرطان يرتكز على أربع محاور لمكافحة هذا الداء الخبيث و هي الوقاية، الكشف المبكر، العلاج و المتابعة لتكون الوقاية العنصر الأهم الذي يرتكز عليه المركز. للإشارة، فإن معظم حالات السرطان المسجلة عبر الوطن سببها الإدمان على التبغ، المشروبات الكحولية، التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة بدون حماية خاصة بالنسبة للأطفال، استنشاق الهواء الملوث و التدخين السلبي. وعلى هذا الأساس، تتطلب الوقاية من هذا الداء الخبيث إعداد برنامج إعلامي حول السرطان وتوفير مراكز لمكافحته عبر كامل تراب الوطن مع احتوائها على خلايا استماع،لأنه حقا الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المصابون.