صدر، مؤخرا، عن دار المقاومة ثاني أعمال الشاعر الجزائري نصر الدين باكرية والموسوم ب ''مسميات الأشياء''، حيث عمد باكرية في ديوانه الذي يقع في 104 صفحة إلى إلغاء الفهرس وهو إلغاء لم يكن عفويا بل عمد إليه الكاتب لإرغام القارئ على قراءة الديوان الشعري. ويحتوي هذا الديوان على مجموعة من النصوص المشكلة تشكيلا مرتبا، حيث قدم باكرية في ديوانه مسميات الأشياء باقات شعرية جميلة ''معبر الانتظار''، ''معبر الارتياب''، ''رسالة طفل''، ''رسالة حراق''، قدمها الشاعر بلا افتعال. وضمن هذه المجموعة نلتقي بنصوص او رسائل كما سماها الشاعر حاول من خلالها اختراق جنون الواقع وتجريده من الأغطية واختراق ما هو مسكوت عنه، وتعبر عن ذهول الذات الشاعرة ومواقفها الساخرة، والمتمردة والجريئة بلغة سهلة وجذابة كما في رسالة طفل ''طفل في العالم العاثر من يأسه.. لم يبلغ سن الحرقة بعد... يتأبط محفظة حبلى ببرامج اكبر من إحباط معلمه''. وفي نص ''تجليات'' نلاحظ نزوعا صوفيا يسعى إلى استثمار ما في رؤية الصوفية من جماليات وقيم روحية وفنية من أجل روحانية نصوصه ومدها بالثراء الدلالي الذي يختزنه الخطاب الصوفي. هذا وحمل باكرية عنوانا شاملا لكل نص من نصوص المتن، ومن ثم تتفرع العناوين الجزئية لكل مقطع منها، حيث جاء النص الأول منها تحت عنوان ''معابر'' وتجزء إلى أربعة فصول، كل منها يحمل عنوانا مضافا إلى كلمة ''معبر'' كما يأتي: ''معبر الانتظار''، ''معبر الارتياب''، ''معبر الرؤية''، ''معبر اللهفة''، ''معبر الاحتمال''، كذلك الأمر للنص الثاني الموسوم ب ''الرسائل'' والتي اندرج تحتها ''رسالة طفل''، ''رسالة حراق''، ''رسالة صحفي''، لينقلنا بعدها إلى ''تجليات''، ''تجحليات أصحو''و''تجليات عمودية''.