كشفت مصادر قيادية من داخل حركة حمس ل ''الحوار'' أن الوجوه المشكلة للجنة المصالحة قد كثفت في الآونة الأخيرة من تحركاتها في كل الاتجاهات ومع جميع الأطراف الفاعلة في الجناحين، من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي على أمل الإعلان عنه في الجامعة الصيفية للحركة المزمع عقدها نهاية الأسبوع الجاري بفندق الصومام ببومرداس. ووفقا لنفس المصادر فإن اللجنة تمكنت فعلا من افتكاك الموافقة المبدئية من الطرفين من أجل ضرورة تجاوز حالة الخلاف الذي أصبح يهدد وحدة الحركة في القمة وعلى مستوى القواعد. مضيفا أنها تعكف في الوقت الحالي على تكثيف الاتصالات، والتحذير من حجم المخاطر التي قال إنها تهدد بنسف وحدة الحركة في حال استمرار الوضع على ما هو عليه وتكريس سياسة الانقسام ولغة الأجنحة، مبديا بعض التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق ينهي مسلسل الصراع الذي اشتعل فتيله مباشرة بعد المؤتمر الثالث واشتد سعيره قبيل وبعد المؤتمر الرابع. وبخصوص صيغة وتفاصيل الصفقة التي يتوقع إبرامها بين الطرفين في حال نجاح اللجنة في مسعاها بعد أن فشلت وساطة ''إخوان مصر'' رغم ثقل الوجوه التي قادت المحادثات بين مناصرة وبن قرينة من جهة ومقري وطبال عن جناح الرئيس، فقد قال ذات المتحدث إن لجنته لم تقترح أي صفقة لحد الآن يتم بموجبها تقاسم السلطة داخل الحركة بالرغبة من كونها أهم نقطة في الموضوع، والتي من شأنها إرضاء الغاضبين وإقناعهم على دخول الصف من جديد، بدل سياسة المقاطعة الكلية التي يلتزمونها منذ المؤتمر الرابع. واكتفى بالقول إن لجنته لا تتحرك من هذه الزاوية على اعتبار أن المهم بالنسبة إليه هو التوصل إلى اتفاق مبدئي يعلن فيه الطرفين النية في الجلوس إلى طاولة الحوار وتفادي التصريحات الإعلامية التي تزيد من تأجيج الوضع، بينما سيتم مناقشة النقاط الخلافية بين الطرفين بتفاصليها لاحقا في اجتماع موسع يضم كل الوجوه البارزة عن الجناحين. وكانت هذه اللجنة التي تشكلت مباشرة بعد فشل الوساطة التي قادتها وجوه من تيار الإخوان العالمي، من طرف وجوه ثقيلة في الحركة يتقدمهم كل من رئيس هيئة المؤسسين عبد الحميد مداود، ووزير الصيد البحري إسماعيل ميمون إضافة إلى وزير الصناعة التقليدية مصطفى بن بادة كما ضمت اللجنة أيضا أمين سر نحناح في منطقة أوروبا أبوبكر قدودة الذي ترأس المؤتمر الرابع إضافة إلى جعفر صديقي والنائب عن ولاية وهران عبد القادر عكاني. من جهتهم استبعد العديد من الوجوه البارزة في الجناح الثاني الوصول إلى اتفاق نهائي في الوقت الحالي، واعتبروا أن المبادرة التي أعلن عنها تبقى -حسبهم- مجرد ''مبادرة أدبية'' ودعوة إلى فتح قنوات الحوار من جديد ليس إلا، وتوقعوا بأن يكون مآلها كسابقتها التي رعاها الإخوان في العاصمة البريطانية لندن، والتي فشلت حسبهم بسبب تصلب جماعة أبو جرة وتعمدهم سياسية الهروب إلى الأمام. وبشأن المساعي الحثيثة بإقناع بعضهم بحضور الجامعة الصيفية كدليل على حسن النية، فقد أكدوا أنهم لن يحضروا ما دام الوضع على ما هو عليه، وهو ما ينبئ بأن الجامعة الصيفية ستكون بجناح واحد على غرار دورتي المجلس الشوري السابقتين.