قال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوكراني السيد تراس شرنوفيل في لقاء خاص أجرته معه أمس ''الحوار'' في مقر السفارة الأوكرانية بالجزائر، إن بلاده مستعدة للمضي بعيدا في مساعدة الجزائر في صناعة كل مشتقات الحديد، ملمحا إلى إمكانية بناء مصنع في الجزائر، لاسيما مع الطلب المتزايد في الأشغال العمومية والبناء بالإضافة إلى تمرير أنابيب نقل الغاز والبترول في داخل وخارج الوطن. كما أبدى الرجل استعداد الشركات البترولية الأوكرانية التي ورثت خبرة كبيرة عن الاتحاد السوفياتي السابق للدخول للتنقيب عن الغاز والبترول وفق صفقات مربحة للطرفين، خصوصا في ظل بحث كييف على تنويع مصادرها الطاقوية بعد أزمتها مع موسكو في هذا الجانب. وكانت ''الحوار'' قد التقت أمس الإثنين في لقاء خاص مع ضيف الجزائر السيد تراس شرنوفيل في مبنى السفارة الأوكرانية، حيث عرج على نجاح زيارته إلى الجزائر التي أثمرت حسبه في تحديد فترة زيارة وزير الخارجية الأوكراني في الخريف القادم من أجل التوقيع على العديد من الاتفاقيات المنتظر أن تذيب العقبات على التعاون الاقتصادي لاسيما مع جودة العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وكييف. وكشف محدثنا أن كييف تطمح للمشاركة مستقبلا في المعارض التجارية والاقتصادية التي ستنظمها الجزائر، معتبرا أن ذلك سيقرب أكثر رجال الأعمال بين البلدين اللذان تجمعهما علاقات تعود للحقبة السوفياتية، وأبدى الرجل ارتياحه للإرادة التي وجدها لدى نظرائه الجزائريين، مشيرا إلى الحفاوة التي قوبل بها رفقة وفد رجال الأعمال الأوكرانيين الذين قدموا منذ أمس الأول وتم استقبالهم في وزارة الطاقة والمناجم والغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، مشددا على أن اللقاءات لم تكن بروتكولية فقط، لكنها ستثمر نتائجها قريبا. ورد محدثنا على سؤالنا حول ما يراه يعترض الاستثمار الأوكراني في بلادنا بالقول ''أعتقد أننا بحاجة لإبرام العديد من الاتفاقيات التي ستزيح مستقبلا العراقيل وتضمن لرجل الأعمال أن يدير استثماراته بارتياح وبضمانات أكثر''، وهو الأمر الذي أكد أنه يقف وراء نقص الاستثمار الأوكراني في الجزائر، مفيدا أن بلاده تدرس الأسباب الكامنة وراء انخفاض التبادل التجاري من نصف مليار دولار في العام 2005 إلى 300 مليون دولار في العام الماضي .2009 وعزا نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوكراني اهتمام كييف بالشريك الجزائري، لرغبة الحكومة الأوكرانية في توثيق العلاقات مع دول شمال إفريقيا والجزائر خصوصا والدول العربية والأسيوية عموما، بعد أن كان اهتمامها منصبا على الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والولايات المتحدةالأمريكية، وأشار أن رجال الأعمال يفتقدون إلى معلومات وافية حول مناخ الأعمال بالرغم من الجهود التي تقوم بها سفاراتنا بالخارج، بالإضافة إلى السفارات الأجنبية المعتمدة لدى كييف في إبراز مجمل النشاطات الاقتصادية على الخصوص وأزمنة المعارض المهمة في كل بلد، مبرزا أهمية هذه المعرض لاسيما في المنطقة العربية. وبالإضافة إلى هذا فقد أكد السيد تراس شرنوفيل رغبة بلاده في تجاوز بعض العراقيل الثانوية التي حوصلها في اللغة وضعف نظام الخدمات الفندقية المهمة بالنسبة لتوافد رجال الأعمال، مشيرا أن البعض كثيرا ما يعانون في مسألة حجز الغرف. وأبدى محدثنا رغبة بلاده في التعاون مع الجزائر في المجال الطاقوي، مشيرا أن الشريك الروسي أصبح يفرض شروطا سياسيا قد تصل إلى حد المساومة، وأكد ضمن هذا الصدد أن بلاده تحتاج كثيرا إلى الغاز المميع والذي تنتجه الجزائر وبوفرة، وقال في هذا الإطار ''إننا نمتلك خبرة كبيرة ورثناها عن الاتحاد السوفياتي من خبراء ومهندسين في البترول ويمكن أن نساعد الجزائر ونساعد أنفسنا في الرفع من طاقة التنقيب والاستخراج في بلدكم وهو ما سيعود بالنفع علينا جميعا، زيادة على هذا فقد أكد قدرة كييف على المساعدة في بناء وتجديد كل قنوات وأنابيب البترول والغاز في الجزائر بحكم جودة نوعية الحديد الذي تصنع منه هذه الأنابيب. من جانب آخر أكد الرجل وجود نية لدى بلاده لتقاسم الخبرة في مجال الصناعة البتروكيمياوية والتكنولوجيا والتي تمتلك فيها كييف خبرة لابأس بها على المستوى الدولي، مفيدا أنه يمكن استخدامها حتى في المجال الفلاحي بحكم أن أوكرانيا واحدة من أكبر مصدري القمح في العالم. وإلى نظرة كييف للصراعات الدولية، أكد المتحدث أن كييف قامت بالكثير من الوسطات الدبلوماسية وأنها تدعم كل الجهود من أجل حل قضية الصحراء الغربية، مشيرا أن بلاده ستكثف من دراسة الموقف من أجل اتخاذ قرار يدعم المجموعة الدولية من أجل حل قريب وعاجل لهذه القضية، مشيرا أنه بات من الصعب تأجيل إيجاد حل لهذه المسألة، وأكد أن بلاده تشارك في حفظ السلام في العديد من دول العالم بالاشتراك مع قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام.