كشف السفير السوداني بالجزائر محمد عبد العال هارون أن قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بتوقيف البشير، جاء كمحصلة نهائية لمخطط يستهدف أمن السودان واستقراره، وجدد تأكيده في زيارة خاصة ل '' الحوار '' أن أزمة دارفور قضية مفتعلة ومفبركة تتجاذبها المصالح الدولية، وقال السفير أيضا إن إسرائيل واليد الصهيونية متورطة إلى النخاع في تأجيج أزمات السودان، وبخصوص العلاقات الجزائرية السودانية قال إنها وطيدة ومتميزة إلى حد بعيد. غير أنه دعا إلى تفعيل العلاقات الثنائية في شقها الاقتصادي، وطالب بإعطاء دفع للاستثمارات الجزائرية في السودان على غرار الدول العربية وخاصة الخليجية منها التي تستثمر زهاء 10 مليار دولار في الزراعة السودانية التي يمكنها أن تكون سلة الغذاء العربي، لما تمتلكه من إمكانيات ومقدرات. ------------------------------------------------------------------------ قال إن التعاون الاقتصادي بين البلدين الغائب الأكبر، السفير السوداني يكشف : اجتماع اللجنة الجزائرية السودانية المشتركة مع نهاية العام ------------------------------------------------------------------------ استعرض السفير السوداني في الجزائر محمد عبد العال هارون العلاقات الجزائرية السودانية والتي لخصها بالجيدة، مشيدا بوقوف الجزائر مع السودان في مختلف القضايا والمحافل الدولية، لكنه انتقد بالمناسبة غياب جانب مهم في العلاقات الجزائرية السودانية متمثلا حسبه في التعاون الاقتصادي، حيث اعتبر هذا الأمر مشكلة بين جميع الدول العربية. قال السفير السوداني في الجزائر خلال زيارة قادته إلى مقر جريدة '' الحوار '' أمس إن العلاقات الجزائرية السودانية متينة جدا '' ويترجم هذا الواقع من خلال الاتصال بين القيادات السياسية للبلدين. واصفا إياها '' بالقوية '' . وأشاد السفير بموقف الجزائر الداعم دائما للقضايا السودانية قائلا '' الجزائر مشكورة بوقوفها دائما إلى جانب السودان في المحافل الدولية، وكان آخرها هذه القضية في إشارة إلى المذكرة التي صدرت في حق اعتقال الرئيس عمر البشير، وتابع في نفس الموضوع يقول '' إن فخامة الرئيس بوتفليقة استقبل مبعوث الرئيس السوداني وهو يغادر إلى الصين في المطار وقال له في ذلك الوقت إنه مع البشير اليوم وغدا '' . وأردف قائلا '' حقيقة إن الجزائر أيضا تلعب دورا كبيرا في المحافل الدولية في دعم قضايا السودان في مجال حقوق الإنسان '' . وقال ممثل الدبلوماسية السودانية في الجزائر إن هنالك جانبا مهما جدا غائب عن العلاقات الجزائرية السودانية متمثلا في التعاون الاقتصادي، معتبرا إياها مشكلة بين كل الدول العربية، موضحا أن التبادل العربي العربي ضعيف جدا '' نحن نتبادل مع دول أوروبا وآسيا أكثر مما نتبادل مع الدول العربية وهذه حقيقة '' . وفي ذات السياق كشف عن لجنة وزارية مشتركة بين السودان والجزائر في المستقبل القريب، حيث أكد أن '' القيادة في البلدين واعية بضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية ونتوجه لعقد لجنة وزارية مختلطة في نهاية هذا العام في السودان، وسوف تصاحب ملتقى لرجال الأعمال في البلدين لتوضيح الأمور التي يمكن أن نتبادل من خلالها '' ، معتبرا أن هذا الأمر '' ضروة ملحة ونحن بصدد التخطيط لها لخلق نوع من التبادل التجاري. واستغرب السفير السوداني وجود المنتجات السودانية بكثرة في الجزائر لكن تجلب عن طريق بلدان أخرى على غرار الصين، دبي ومصر وتركيا، قائلا '' الكثير من الأشياء السودانية وجدناها في السوق الجزائرية مثل الفول السوداني، الكركدي، الشاي الأحمر، السمسم ( الجلجلان)، لكن للأسف الشديد يقول نفس المسؤول تأتي عن طريق دول أخرى، وقال عندما نسأل التجار يقولون لقد '' جلبناها من تركيا والصين ودبي '' .