المغني الصغير ساحر المراهقين في الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يعرف كلمة ''ألمانيا'' عندما سأله صحافي نيوزلندي هل لقبه بالألمانية يعني basket ball أجابه : ''ما معنى كلمة ''ألمانية'' .. لا أعرف ماذا تعني .. لا نعرف هذه الكلمة في أمريكا ..'' طبعا ليس بغريب عن الشعب الأمريكي المعروف بغزارة جهله للجغرافيا وجهله للآخر كليا .. فهم يحسبون أن العالم هو أمريكا والعكس صحيح .. هو شعب مهووس بنفسه منهمك في ترفه ولذائذه حد إلغاء كل من سواه .. ونسيان كل ما حوله من عباد وبلدان .. هذه ألمانيا البلد الأوروبي السابح في فلك الرفاه والتقدم ليس لها وجود في ذهن الأمريكي ..معدومة من ذاكرته وعلمه .. فكيف ببلد عربي أو افريقي مثل الجزائر أو غينيا أو غيرها من البلدان .. عشق الجغرافيا ابتلي به حكام أمريكا وحدهم .. . وحدهم المهووسون بها خاصة جغرافيا البلاد العربية والشرق الأوسط .. حتى أنه لا شغل لهم ولا هدف لهم سوى إعادة تقسيم العالم، وإعادة تفصيل ورسم خرائط البلدان والقارات .. بحسب شهواتهم وأطماعهم .. علوم الجغرافيا ما تحتها وما فوقها حكر على حكام أمريكا ونظامها الذي يرضع شعبه ويعلفه حتى إصابة أغلبيته بالسمنة المفرطة بخيرات الشعوب الأخرى التي تعاني فقر الدم والجيب .. على شعبها أن ينعم بالخيرات التي تدرها عليه سياسة أمريكا مجنونة الجغرافيا، وما تدره الجغرافيا ..فاتنتها على مر العصور .. .. أما الشعب الأمريكي فليمكث سابحا في ملكوت الترف وفيض التغذية .. يهدهده وجوده الواهم الغاطس في وحدانيته وأنانيته .. حبه لنفسه لم يترك له مجالا للنظر أبعد من بقعته .. .. حالة إشباع يعيشها الإنسان الأمريكي بمكانه وزمانه ووجوده ومستوى حياته .. تقابلها حالة إفراغ وضحالة واغتراب واحتياج متلبسة بالإنسان العربي الخارج من نفسه.. المهاجر في أحلامه وآماله ..المصوب أبدا إلى مكان ليس مكانه وواقع ليس واقعه وحلم ليس حلمه .. محكوم عليه الانبهار بالآخر بتقفي تفاصيل وقشور حضارته، كل شغفه منذور لذاك الآخر .. كل علمه وعرفه مملوء بالآخر .. ليت شيئا من أنانية الأمريكان تتسرب إلينا.. فنصاب بشيء من عشق أنفسنا ومن الهوس بأوطاننا .