محضية قصة زنجية - مدهونة بالزيت -ديما محضية هذه كلمات توشحت بأنغام الزرنة سمعها ذات مساء يشبه الشجن فأحدثت في جسده طقس تجل قرر أن يخلق لوحة لمحضية تطابق الموناليزا وجها وإيحاء محضية وردة الرمال .حورية السماء . نخلة النور . حمامة الشمس . نجمة العشق . تفاحة الخلد . ينابيع الفناء . ليمونة الريح .برتقالة الوله . تعويذة القمر. شهرزاد الليل . عشتار الشذى . بلقيس الندى . ملكة الخيال . فراشة الروح . زنبقة النفس .زهرة الحياة سراب الجسد. عندلة الوحي . رذاذ الملائكة . ظل الطير . بحر الطير .مهرة المطر . نورس النار .ياقوتة الأرض. بلور الماء .كاهنة الدم . تعاقب الليل والنهار عليه..تائه يمحوه الصمت والكلام يشتهيه ويرحل يثبته وهج الخلق العذري ..شهيد واله بها يجرح السديم بفرشاته اللون جامح في بياضه وسواده طافح في حمرته واصفراره حالم في زرقته واخضراره ..اليد ترتعش القلب يرتجف العين تنزف والشغف يجعله سلطان الأرض.. يغمره اللون بنفح الطيب هذا الياسمين والبنفسج والنسرين يتوحد العبق واللون في إيقاع دمه فتتجلى في خياله كما يشتهيها..أحب الوحدة من أجلها هجر العالم والناس وراح يوشم اسمها في ذاكرته عبر وقت يشبه ألف ليلة وليلة.. يده تمارس الطيران بأجنحة اللون القصة ليل عسعس الوجه صبح تنفس العينان آه منهما حدائق ذات بهجة الأنف جبل الطور والشفاه كانتا رتقا ففتقهما فتقا ..في كل ليلة من لياليه الألف تحمله محضية على براق الوقت الى مدينة الله ..مرت الليالي وهو يخوض بحارها كالسندباد كنبي عذبه الوحي لا نبي في قومه في بعض الأوقات يناجيها بكلام يجرح حجب الصمت آه لو أجدك في هذا العالم لأكون ما أريد لو أجدك تكتمل جنتي وينتهي جحيمي.. تجلت محضية على فضاء اللوحة امرأة فيها كل شيء وتلاشى جسده في نارها ونورها لو ينفخ فيها من روحه ليسكن إليها.. زاره صديقه ذات صباح يتفقد أحواله - غبت علينا كيف حالك أين أنت - أعذرني أنا في عمل ما إن رأى صديقه محضيه حتى كاد يفقد عقله - ما أروع هذه اللوحة هل سوف تعرضها أو تبيعها - لا لا هي ليست للعرض ولا للبيع - انها جميلة تكاد تكون موناليزا شكلا ولونا وايحاء ووجها -انها حبيبتي التي بحثت عنها في الوجود لكن قلبي قطفها من شجرة النور حين غادره صديقه لبس قميصا أبيض وحلق ذقنه الشاحب ولمع حذاءه ورش عطرا وخرج ليتنفس ..المدينة كل شيء يشهده فيها من عمارات وسيارات ولافتات وأسواق وبشر وأطفال مدارس.. كل شيء ينبض بنور محضية انها الجمال الذي يوحد العالم يردد مع نفسه الراضية المطمئنة محضية وردة الروح التي تضيء ظلمة الجسد جسد بلا محضية لا يعول عليه وقت بلا محضية دجل وأشياء بدون محضية سراب . بشير ونيسي دار الثقافة الوادي الجزائر