حذر البروفيسور سليم نافتي من خطورة استسهال تعاطي الشيشة التي بدأت تعرف إقبالا معتبرا في العاصمة وبعض المدن الكبرى وحتى بعض المناطق الداخلية، موضحا لمدمنيها أن آثارها وخيمة على الصحة أضعاف السيجارة العادية، وحذر البروفيسور نافتي من جهل بعض الشباب لأضرار الشيشة التي اتخذت لها مكانة مميزة بينهم هذه الأيام، وأصبحت موضة رائجة بينهم بشكل لم يسبق له مثيل، مشيرا أن أغلبهم لا يعون مخاطرها الحقيقية وأنها تعادل تدخين عشرين سيجارة. انتشرت موضة تعاطي الشيشة في الإحياء الراقية والصالونات الفاخرة كنوع من البريستيج الذي بدأ يفرض وجوده كمنافس قوي للسجائر العادية ، لكن رغم تحذيرات المختصين الى ان متعاطي الشيشة يتزايدون يوما بعد آخر حتى أصبحت البيوت الجزائرية والقعدات التقليدية لا تخلو هي الأخرى من أعواد الشيشة بنكهاتها المختلفة، كما أن فئة النساء أصبحت من المقبلات على استنشاق الشيشة للاعتقاد السائد بأنها أقل خطرا من السجائر، أو ربما كنوع من التقليد الأعمى لما يحصل في المجتمعات المشرقية، أو نتيجة احتكاك الجزائريين بالمشارقة، ورغم أن عدوى الشيشة وصلت متأخرة إلى الجزائر، إلا أنها عرفت انتشارا قياسيا في أوساط طلبة الجامعات والإناث بصفة خاصة أول محلات الشيشة شهدها حي بالأبيار وكذا حيدرة، حيث كانت تقتصر على الفئات الميسورة وبعض الأجانب العرب المقيمين في الجزائر، لكنها مع مرور الوقت استطاعت ان تحجز مكانا لها، وأن تزيد من عدد المولعين بها شيئا فشيئا حتى صارت موضة ومفخرة لمدمنيها الذين وباعتراف اغلبهم يجهلون مضارها الكثيرة. ويحذر الأخصائيون في كل مناسبة وعلى رأسهم أخصائيو الامراض التنفسية من خطورة الشيشة، حيث أوضح البروفيسور نافتي أن الشيشة تعتبر بوابة الأمراض التنفسية والرئوية ومهد السرطانات، لأن تدخين الشيشة يعادل شرب 20 سيجارة في جلسة واحد، ويحرص الأخصائيون على ضرورة التوعية،، نتيجة اتساع رقعة زبائنها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، بعد أن تفشت في أوساط الجزائريين، وخاصة النساء والفتيات اكتشف أصحاب الصالونات الخاصة التي تقدم لزبائنها الشيشة، بأن زبائن هذه الأخيرة كثر، وأن مداخليها ستوفر لهم مبالغ خيالية. الفضول أول خطوة لإدمان الشيشة ازداد توجه أصحاب المقاهي وصالونات الشاي الى عرض خدمات الشيشة نتيجة انتشارها غير المتوقع، ورغبة الكثير من رواد المقاهي في تجريبها. يقول صاحب إحدى صالونات الشاي في شارع ديدوش مراد بالعاصمة أن تجربة الشيشة جلبت لمحله العديد من الزبائن والفضوليين في زمن قياسي. إذ توافد عليه هواة تدخين الشيشة من كل الجنسيات العربية وحتى الجزائريين الذين جربوها لأول مرة، بعد أن قادهم فضولهم لاستكشافها، خاصة طلبة الجامعة المجاورة لمحله، وبما أن الشيشة تقدم لمحبيها نكهات مختلفة زاد إقبال الشباب عليها، لكن نفس المتحدث لم يخفى عليه خطورة تناول الشيشة ومعرفة الكثير من الشباب بذلك، إلا ان الكثير منهم لا يبالون بخطورة ذلك ويتعمدون الخلط بين الشيشة والسجائر. من التزيين الى الإدمان ترغب الكثير من الأسر في تزيين بيوتهن بآلات الشيشة ذات الأحجام والأشكال والألوان المختلفة، لكن الكثير من السيدات تتحول رغبتهن في تجمييل جزء من البيت الى كابوس بعد ان تتحول الشيشة على يد أبنائهم أو زوجاتهن من مجرد ديكور للتجميل الى أداة لإدمان التدخين، وهو ما يؤكده صديق صاحب محل لبيع الشيشة الذي أكد أن زبائنه من الجنسين، فالسيدات يخترنها للتزيين والرجال يفضلونها للتدخين واستنشاق أبخرة بنكهات مختلفة، تتنوع بين التفاح والفراولة والنعناع وغيرها، وهو ما يخلق الكثير من المشاكل، بسب الشيشة التي دخلت مع تفتح الجزائر على الدول المشرقية، وزادت القنوات الفضائية من انتشارها ورغبة الكثيرين بتجربيها من الجنسين، وهو ما زاد من انتشارها رغم أخطارها الكبيرة على الصحة.