جددت روسيا أمس تأكيدها عن اعتزام الجزائر شراء مجموعة من منظومات الدفاع الجوي الصاروخية المدفعية الروسية ''بانتسير- س''1 المختصة في الدفاع عن المنشآت المدنية والعسكرية، في حين ينتظر أن تتسلم طائرات من طرازي ''سو-''30 و''ياك-''130 خلال العام المقبل. وأفادت أمس وكالة نوفوستي الرسمية أن نائب رئيس هيئة التعاون العسكري الفني في روسيا فياتشيسلاف دزيركالن، قد أعلن أن الجزائر وليبيا تعتزمان شراء مجموعة من منظومات الدفاع الجوي الصاروخية المدفعية الروسية ''بانتسير- س.''1 وأضاف بالقول إن هذه المنظومة أثبتت كفاءتها العالية وجدواها وإن الجزائر وليبيا تتطلعان إلى اقتنائها، مشيرا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت قد طلبت من روسيا تصنيع ما يحمل اسم ''بانتسير- س''1 وقد تسلمت عددا كبيرا منها. كما اشترت سوريا مجموعة من هذه المنظومات، كما أردف بالقول ''لا أستبعد أن يقبل آخرون على شراء هذه المنظومة''، ومعلوم في هذا الشأن أن أبو ظبي قد اشترت 50 منظومة بانتسير ب 734 مليون دولار في إطار عقد وقع في العام ,2000 ثم اشترت سوريا 36 منظومة بانتسير وتسلمت حتى الآن جزءا منها. وسبق لمصدر عسكري دبلوماسي روسي أن أعلن خلال شهر مارس الماضي أن بلاده ستسلم الجزائر ابتداء من هذه السنة 38 منظومة بانتسير الصاروخية المضادة للطائرات، مبينا أن الصفقة قد جاءت تطبيقا لعقود وقعت من قبل، وكان قد قال وقتها ''بموجب العقد الموقع في العام ,2006 سنسلم الجزائر 38 منظومة من نوع بانتسير اس1 تبلغ قيمتها 500 مليون دولار وستتم عمليات التسليم في 2010-.''2011 ووقعت الجزائروموسكو خلال قيام الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين بزيارة رسمية إلى الجزائر في مارس ,2006 عقودا عسكرية بقيمة 6,3 مليارات دولار، منها 3,5 مليارات لطائرات مقاتلة، في مقابل إلغاء ديون روسيا المستحقة على الجزائر، والتي تعود إلى فترة الاتحاد السوفياتي السابق. وتتميز أنظمة بانتسير بقدرتها على إصابة الأهداف الجوية بدقة عالية على بعد 20 كلم وارتفاع 15 كلم، وتستطيع هذه المنظومة المضادة للطائرات إطلاق الصواريخ على أربعة أهداف دفعة واحدة، وتبلغ سرعة الصاروخ 1300 متر في الثانية. ويعرف عن منظومة ''بانتسير'' الصاروخية المضاد للجو أنها صممت للدفاع عن المناطق والمنشآت الصناعية الإدارية والعسكرية الصغيرة من الطائرات والمروحيات والصواريخ المجنحة والأسلحة عالية الدقة، وكذلك لتعزيز مجموعات الدفاع الجوي لدى التصدي للهجمات المكثفة من الجو، وقد زودت هذه المنظومة مؤخرا ب 12 صاروخا موجها من طراز ''57أي6 ي'' ورشاشتين مضادتين للجو ''2أ38م''. وفي السياق ذاته، أوضح فياتشيسلاف دزيركالن أن موسكو ستبدأ بتوريد طائرات عسكرية من طرازي ''سو-''30 و''ياك-''130 إلى الجزائر في العام المقبل، حيث قال في هذا الشأن ''إن من المفروض أن تبدأ الجزائر بتسلم طائرات ''سو-''30 و''ياك-''130 في عام 2011 وإن هذا ليس بالسرّ العسكري''. وتأتي تصريحات فياتشيسلاف دزيركالن لتناقض تلك الخاصة بتسليم طائرة ''ياك-''130 ومخالفة لما تم إعلانه من قبل من طرف مسؤولين روس الذين كانوا قد توقعوا حصول الجزائر خلال النصف الثاني من العام الجاري على 16 طائرة من طراز ''ياك ''130 التي تنتجها شركة ''ايركوت''، في إطار تنفيذ صفقات عسكرية موقعة بلين البلدين، خاصة وأن فيكتور ليتشايف، وهو أحد مسؤولي هذه الشركة كان قد أن أكد استمرار العمل بنجاح في صنع الطائرات ال16 من طراز ''ياك ''130 المطلوبة للجزائر. وقد تم تخصيص طائرات ''ياك ''130 التي ستحصل عليها الجزائر لأغراض تدريب الطيارين العسكريين والقتال، حيث قدر خبراء شركة ''ايركوت'' أن يطلب العالم 2.5 ألف طائرة جديدة من هذا النوع في الفترة 2010 .2011 ويربط الجزائربروسيا تعاونا وثيقا في المجال العسكري، ما جعلها تصنف ضمن الدول الخمس الرئيسة التي تقيم هذا التعاون مع موسكو، حيث تحتل المرتبة الثانية في قائمة الدول المستوردة للسلاح الروسي بين هذه الدول الخمس المتمثلة في الهند والصين وفنزويلا وفيتنام، بالإضافة إلى الجزائر التي قد تفقد مركزها في المستقبل لصالح فيتنام وفق توقعات روسية، بعد أن وقع البلدان عام 2009 إحدى أكبر الاتفاقيات خلال الأعوام الأخيرة الماضية حول شراء ست غواصات وإنشاء بنية تحتية في ميناء كمران الفيتنامي لاستقبال هذه الغواصات الست. ومكن التعاون العسكري الذي يربط الجزائربموسكو من احتلال الجزائر عام 2008 المرتبة الثانية في قائمة الدول المقتنية للسلاح الروسي بقيمة مالية قدرت ب 1.366 مليار دولار وراء الهند وأمام الصين التي تعتبر هي الأخرى من الزبائن التقليديين لروسيا.