نظمت أمس بالجزائر العاصمة عقب صلاة الجمعة مسيرة دعم و تضامن مع سكان غزة وتنديدا بالاعتداء الإسرائيلي على ''قافلة الحرية'' المحملة بالمساعدات الإنسانية المتوجهة لقطاع غزة المحاصر. و قد انطلقت المسيرة من ساحة الوئام المدني (اول ماي) لتصل إلى مقر المجلس الشعبي الوطني بشارع زيغود يوسف بمشاركة بضعة عشرات من المتظاهرين. وكان المتظاهرون يهتفون طوال المسيرة بشعارات التضامن مع الشعب الفلسطيني قبل أن تتم قراءة أمام مقر المجلس لائحة تضامن مع سكان غزة الذين يعانون حصارا إسرائيليا، حيث جرت المسيرة في هدوء تام. وقد خرج عشرات المصلين عقب الصلاة في مسيرة سلمية، لم تتعرض لها مصالح الأمن، تنديدا بالاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية التي كان يضم وفدا جزائريا فاق الثلاثين شخصا بينهم نواب وصحافيون وناشطون، في عرض مياه بجر الأبيض المتوسط، يوم الاثنين الفارط مخلفة عشرات القتلى والجرحى. وقد جاءت هذه المسيرة السلمية استجابة لدعوة رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي. حيث دعا عبر قناة الجزيرة القطرية، لخروج المسلمين في مسيرات يوم الجمعة للتنديد بهمجية الكيان الصهيوني. ورفع المتظاهرون لفتات منددة بالاعتداء على القافلة الإنسانية، مطالبين بفك الحصار على قطاع غزة، المضروب منذ أكثر من أربع سنوات. وانطلقت المسيرة التي أطرتها جماعة من المصلين، من مسجد خالد بن الوليد، بحي بلكور، وسط العاصمة، وسط إجراءات أمنية مشددة، وعبرت المسيرة بعض شوارع العاصمة قبل أن يتفرق المتظاهرون أمام مقر المجلس الشعبي الوطني، من دون حدوث أية تجاوزات. وتعد هذه المسيرة الثانية خلال هذا العام بعد تلك التي خرج فيها عشرات آلاف العاصميين إثر العدوان الصهيوني على غزة بداية العام الحالي، حيث عرفت تنديدا بالصمت العربي لاسيما من دول الجوار، ومناشدة للضمير الإنساني من أجل وقف المذبحة الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر. للتذكير فغن تنظيم المسيرات في العاصمة لا يزال يخضع للحظر، بعد الأحداث الدامية التي عرفتها بعد مسيرة جوان في بداية الألفية من قبل ما يسمى بالعروش، والتي خلفت خسائر في الأرواح والممتلكات، مما حذا بالسلطات آنذاك إلى حظر المسيرات على مستوى العاصمة، فضلا عن كون البلاد تخضع لقانون حالة الطوارئ منذ مطلع التسعينيات.