أخيرا.. صدرت باكورة الأعمال المطبوعة للأستاذ المربي التواتي بن مبارك العقبي مجسدة في كتاب ''تشنيف المسامع بترجمة الصحابي عقبة بن نافع والجامع ''، الصادر مؤخرا عن دار قرفة للطباعة والنشر والتوزيع ببسكرة في 108 صفحة من الحجم المتوسط. وفق المؤلف في اختيار عنوان الكتاب الذي تتناغم كلماته مع موسيقى السجع المحبوبة للأذن، وهو الذي طالما انتقى الجمل والمفاهيم الدينية التي يسهل ولوج معانيها لأفئدة المصلين وعقولهم، باعتباره خطيبا ومدرسا متطوعا بالمسجد العتيق لمدينة سيدي عقبة من ولاية بسكرة، ومحاكيا العلامة الأصولي الحافظ بدر الدين الزركشي المتوفى سنة 794ه في كتابه ''تشنيف المسامع بجمع الجوامع''. في مقدمة الجزء الأول من الكتاب المخصص للقائد الفاتح عقبة بن نافع الفهري أشار المؤلف إلى الأسباب التي دفعته إلى تدوين هذا السفر حيث يقول: ''أحببت أن أقتطف من حلقة حياته زهرات، وأن أجني من جنا رياض سيرته الحافلة بكل جليل كلمات، عسى أن تكون مرآة تجلي المطالع بعض ما كان عليه عقبة، وتأخذ بيد الباحث إلى التعرف إليه ''. إضافة إلى إغفال المؤرخين إفراد الكلام عن عقبة وإن ذكروه عرضا لا يعرفون بقيمته كما ينبغي. وقد أهدى المؤلف كتابه إلى القائد عقبة بن نافع، ووالده الشيخ الهاشمي بن مبارك الذي رابط في جامع عقبة إماما ومفتيا ومدرسا ستين عاما، وإلى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مشيد المركب الإسلامي الشامخ في قلب الصحراء تشريفا للفاتح عقبة وللدولة الجزائرية. الكتاب مقسم إلى عشرين مبحثا تناول بالتفصيل حياة عقبة بن نافع والمحطات التي توقف عندها في فتوحاته للشمال الإفريقي معتمدا على عدة كتب ومراجع تاريخية وتراثية. وتم تدعيم الكتاب بملحقين، تناول الملحق الأول تراجم القادة العظام ممن خلدت أسماؤهم في صفحات من ذهب لأعمالهم العسكرية الباهرة في فتح دول المغرب العربي من أمثال: أبوالمهاجر دينار، زهير بن قيس البلوي، حسان بن النعمان، موسى بن نصير، كسيلة بن لمزم، معاوية بن حديج. أما الملحق الثاني فقد ضم مجموعة من القصائد والمقطوعات الشعرية قيلت في مآثر وأمجاد عقبة بن نافع، منها قصائد نادرة تنشر لأول مرة، ومن الشعراء المذكورين: عبد الرحمن الديسي، محمد الرسول همام المصري، عبدالمجيد حبة، زهير الزاهري، الصادق بلهادي، محمد بن منصور العقبي، أبوبكر بن رحمون، محمد الأخضر السائحي، علي بن الحاج نصر الزبيدي. كما زود الكتاب ببعض الخرائط توضح مكانة مدينة تهودة الإستراتيجية ومسار عقبة في فتوحاته والمعارك التي خاضها. وستكون لنا وقفة متأنية عند صدور الجزء الثاني من الكتاب الذي يتناول تاريخ نشأة الجامع العتيق بمدينة سيدي عقبة. الأستاذ تواتي بن مبارك من الوجوه الثقافية التي تفتخر بها منطقة الزيبان، ويستفيد منه الباحث في تاريخها القديم وأعلامها لتوفره على خزانة خاصة تزخر بالكتب التراثية والمخطوطات. ولد يوم 25/07/1931 بمدينة سيدي عقبة التي زاول بها دراسته الابتدائية بمدرسة الفاتح، كما تلقى العلوم الشرعية واللغوية على يد الشيوخ: عبد المجيد بن حبة، علي بن الغزواني، بن خلف الله، الهاشمي بن مبارك. بعد الاستقلال انتسب الى الحقل التربوي مدرسا ومدير مدرسة، وبعد التقاعد أصبح مواظبا على حضور الملتقيات التاريخية والعلمية المنعقدة بولاية بسكرة محاضرا ومعقبا.