صدر مؤخرا بميلة كُتيّب صغير يحمل عنوان "مع الفاتح العظيم أبو المهاجر دينار" لمؤلفه «ميلود جغام»، وحسب مقدمة هذا المؤلف الذي يدعم سلسلة الكتب التي تتناول تاريخ وإسهامات ميلة في شتى الحقب التاريخية فإن الحديث عن ميلة غالبا ما يقترن بالفاتح الكبير الذي كان له الفضل في تحقيق الفتح الإسلامي بالمغرب الأوسط -الجزائر- بعدما اتخذ من ميلة لمدة عامين كاملين عاصمة للفتح الإسلامي، حيث أقام بها دارا للإمارة، إضافة إلى فتحه لأول مسجد بالجزائر على أنقاض كنيسة رومانية، وهو المعلم الأثري الموجود إلى يومنا هذا تحت اسم مسجد «سيدي غانم» بميلة، وكان «أبو المهاجر دينار» ضمن القيادات الهامة التي رافقت الصحابي «عقبة بن نافع» في حملته الإسلامية الأولى لفتح إفريقيا قبل أن يعزله «معاوية بن أبي سفيان» سنة 55 هجرية ليتم بعدها تعيين التابعي «أبو المهاجر دينار» واليا على إفريقيا، وساهم هذا الوالي حسب ما ورد في هذا الكتيّب بقسط وافر في مسار الفتح الإسلامي للمغربين الأدنى والأوسط، حيث انتهج طريق السّاحل إلى أن التقى جيش «كسيلة»، القائد البربري في منطقة تلمسان، فهزمه وأحسن معاملته، قبل أن يُعيّن «عقبة بن نافع» ثانية على رأس إفريقيا، واستشهد «أبو المهاجر دينار» رفقة قائده «عقبة بن نافع» وزهاء 300 فرد من جيشه سنة 63 للهجرة بمنطقة «تهودة» قرب مدينة «سيدي عقبة» حاليا، حيث دفنوا جميعا، ووصف مؤلف الكتاب القائد «أبو المهاجر دينار» بعدّة خصال عسكرية ودينية وأخلاقية، كان من أبرزها اختيار المقصد وإدامته والاقتصاد في المجهود والتعاون وحسن إدارة وتسيير الرجال.