تعتبر ولاية برج بوعريريج بالهضاب العليا، من الولايات الرائدة في حوادث المرور، وإن تزايد هذه الأخيرة يبقى هاجس كل السلطات والهيئات المعينة التي تحاول جمع كل الجهود من أجل التقليل من الحصيلة المرورية وحوادثها، ناهيك عن العواقب السلبية التي تتخللها، على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. فمباشرة وحدات المجموعة الولائية التطبيق الصارم للأمر 09 - 03 المؤرخ في ,2009/07/22 بداية من شهر جانفي ,2010 قد ساهم بصفة فعالة في التقليل من حوادث المرور، وساهم بنسبة كبيرة في تسديد الغرامات الجزافية المحررة ضد المخالفين، وهذا مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. تعد مهمة الوقاية المرورية من الانشغالات الكبرى وذات أولوية وإستراتجية اتخذتها وحدات المجموعة الولائية لبرج بوعريريج، خاصة تلك المتخصصة في ميدان أمن الطرقات، حيث عمدت القيادة إلى توفير كل الوسائل البشرية والمادية من أجل التكفل الجيد بهذه المهمة، حيث قام قائد المجموعة الولائية المقدم ''العرابي عبد القادر'' بتسطير برنامج مكثف يعتمد على دراسة ميدانية دقيقة وموضوعية للأماكن الحساسة، بالقيام بالدوريات والسدود من أجل القضاء والتقليل من حوادث المرور عبر شبكة الطرقات الولاية، بما فيها الطريق السيار شرق- غرب، النقاط السوداء التي تكثر فيها حوادث المرور. فالإستراتجية المنتهجة للحد من حوادث المرور، اعتمدت في مقدمتها على القيام بتكثيف السدود والدوريات، واحتلال الميدان الذي يعتبر في حد ذاته عملية وقائية، المساهمة بصفة فعالة في توعية سواق المركبات والتقليل من حوادث المرور، تنظيم خدمات موجهة خصيصا لقمع الجرائم الخطيرة، منها تلك المتعلقة بالسرعة، السياقة في حالة سكر، التجاوز الخطير، وغيرهما من الجرائم المتسببة في حوادث المرور الخطيرة، والمشاركة في مختلف النشاطات والحملات التحسيسية حول حوادث المرور المنظمة محليا. وحسب حصيلة الأربعة أشهر الاولى لحوادث المرور من السنة الجارية التي أفادنا بها قائد المجموعة الولائية، المقدم ''العرابي عبد القادر''، تم تسجيل حوالي 145 حادث مرور، 119 جريح و22 قتيلا، وتبين جليا الفرق في انخفاض حوادث المرور خاصة منها الجسمانية، مقارنة مع نفس الفترة من سنة ,2009 التي شهدت تسجيل 188 حادث، 162 جريح و15 قتيلا، وهذا ما تعمل عليه وحدات المجموعة، للتقليل من الحوادث مستقبلا. مؤكدا في سياق كلامه بالنسبة لارتفاع عدد القتلى، يعود بالأساس الى عدم معرفة مستعملي الطريق نقطة المخرج للطريق السيار بقصير الغول، والذي كان محل عدة مراسلات الى الجهات المعنية التي بدورها تداركت النقائص وتم التحكم في الوضع مؤخرا. كما ان الإحصاءات توضح تزايدا في تسديد الغرامات الجزافية وهذا راجع إلى صرامة تطبيق الأمر 03/09 المؤرخ في ,2009/07/22 وكذا زيادة في عدد الجنح والمخالفات، ارتفاع عدد الغرامات الجزافية المسددة والسحب الفوري لرخص السياقة، زيادة في رفع المخالفات المتعلقة بالمراقبة التقنية لأربعة أشهر الأولى لسنة 2010 مقارنة بنظيرتها لسنة ,2009 ونقص في عدم تقديم المركبة للمراقبة التقنية، وبطاقة المراقبة التقنية منقض أجلها، وتسجيل نقص في عدد مخالفات تنسيق النقل، وذلك راجع الى التطبيق الصارم لقانون المرور الجديد، وكذا الانتشار الدائم للوحدات في الميدان، وكذا جاهزية شطر الطريق السيار بطول 92 كلم عبر إقليم ولاية برج بوعريريج، هذا ما أدى الى انخفاض في عدد الحوادث المميتة وكذا في المجموع العام. وأضاف مصدرنا أن معظم الحوادث تكثر يوم الخميس والجمعة، نظرا لكثافة حركة المرور وتزامنها مع نهاية الأسبوع ويوم الأحد مع بداية الأسبوع، مشيرا إلى أن هذه الفترة تعرف أكثر الحوادث مقارنة مع باقي الأيام، من الساعة 09 إلى غاية 12 صباحا، ومن الساعة 15إلى غاية 18 مساء، حيث تتميز الطرقات بحركة مرور كثيفة، ما يؤدي الى وقوع الحوادث. ويعتبر عاملا السرعة المفرطة والتجاوز الخطير، من الأسباب الرئيسية في ذلك، ومن خلال الإحصاءات يلاحظ بأن العنصر البشري هو السبب الرئيسي والأول في وقوع حوادث المرور. فمبدأ الوقاية والردع المتخذ من طرف وحدات السلاح بوضع مخططات تشمل السدود، دوريات ونقاط مراقبة عبر شبكة الطرقات، واحتلال الميدان وتنظيم خدمات موجهة خصيصا لقمع الجرائم الخطيرة، منها تلك المتعلقة بالسرعة، السياقة في حالة سكر، التجاوز الخطير وغيرها من الجرائم الأكثر تسبب في حوادث المرور، المشاركة في مختلف النشاطات والحملات التحسيسية حول حوادث المرور المنظمة محليا ووطنيا، المشاركة في الملتقيات والأيام الدراسية حول الوقاية والسلامة المرورية، المداخلات مع وسائل الإعلام، لم تفلح معهم. تعزيز وتسوية قدرات وحدات السلاح بتجهيزات تقنية للحد من حوادث المرور وعلى هذا الأساس تمت برمجت 6721 سد بحجم ساعي يقدر ب 161304 ساعة و3655 دورية بحجم ساعي يقدر ب 87720 ساعة، حيث تلخصت الأعمال المتخذة في الميدان، بتعزيز وتسوية قدرات ووحدات السلاح، وهذا من خلال تكوين في معاينة حوادث المرور، مع إعادة تثمين أساليب ومناهج العمل لوحدات السلاح، إضافة الى إعادة انتشار وإنشاء وحدات أمن الطرقات، ولاسيما الموجهة للطريق السيار مستقبلا، إعداد مخططات السدود والدوريات بناء على دراسة تحليلية لحوادث المرور، تنظيم حملات إعلامية وتحسيسة لفائدة مستعملي الطريق حول مخاطر حوادث المرور، المشاركة في الأسابيع التوعوية لفائدة مستعملي الطريق وإلقاء محاضرات حول الوقاية المرورية في الوسط المدرسي. وأشار مصدرنا إلى أنه تم اقتناء تجهيزات تقنية تخص أمن الطرقات، على غرار تزويد سرية امن الطرقات برادارين، واحد من نوع جديد متطور مركب على السيارة نوع سوبارو، وكذا تزويد فرقة أمن الطرقات بالمنصورة بجهاز رادار، خاصة أن إقليم الولاية يحتوى على شبكة هامة من الطرقات، تتكون من الطرق السريعة حوالي 92 كلم، الطرق الوطنية 223,304 كلم، الطرق الولائية 990,220 كلم، الطرق البلدية ب 715,473 كلم، الطرق غير المعبدة ب 690,495 كلم، إضافة الى ثلاثة أنفاق واحد بمنطقة الياشير و2 بيالعش، خطين للسكك الحديدية بمسافة 3,103 كلم، 9 محطات ومواقف السكك الحديدية. وفي إطار تدعيم الشبكة الوطنية للسكة الحديدية، يتم حاليا إنجاز خط مزدوج، يربط بين برج بوعريريح والمسيلة على طول 55 كلم، وخط آخر مزدوج مكهرب بين مدينة برج بوعريريج والثنية.