تسبب إرهاب الطرقات خلال الأسبوع الأخير في وقوع مجازر دموية على مختلف الطرقات، بسبب اكتظاظ حركة المرور بين المناطق الداخلية والساحلية في موسم الإصطياف، حيث حصدت حوادث المرور خلال الأسبوع الفارط 60 لفظوا أنفاسهم الأخيرة جراء تعرضهم لحوادث مرور خطيرة عبر مختلف الطرقات على المستوى الوطني، أودت بحياتهم، بينما أصيب 1110 شخص آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، ولحسن الحظ تمكن أعوان الحماية المدنية من إنقاذ حياتهم بنقلهم إلى المستشفيات. وحسب آخر حصيلة أعلنت عنها القيادة العامة للدرك الوطني في حصيلتها الأسبوعية فإن عدد حوادث المرور التي شهدتها الطرقات الجزائرية بلغ 610 حادث مرور في الفترة الممتدة ما بين 18 و 24 جويلية الجاري. و مقارنة مع الفترة الفارطة تشير الحصيلة إلى تصاعد عدد الحالات المسجلة في حوادث المرور ب 125 حادث و كذا زيادة في عدد الجرحى ب 327 شخص. و قد أرجعت مصالح الدرك الوطني أغلب أسباب وقوع هذه الحوادث إلى السرعة "المفرطة" و "فقدان السيطرة" و "لامبالاة المارة" و "التجاوزات الخطيرة" و"عدم احترام مسافة الأمن و الأسبقية" و كذا "عدم احترام إشارات المرور"، في وقت سجل تزايد كبير في حركة المرور في المدن الساحلية والمدن المحاذية للساحل، وكذا في الطرقات التي تربط مختلف المناطق بالشواطئ والمدن الساحلية الأمر الذي يؤدي إلى اكتظاظ كبير في حركة المرور ويتصادم ذلك مع السرعة المفرطة الأمر الذي ينتهي بمجازر على الطرقات يذهب ضحيتها عشرات المواطنين. و سجل أكبر عدد من هذه الحوادث بولاية سطيف المعروفة بتهور مواطنيها في السياقة، حيث أحصت القيادة العامة للدرك الوطني بهذه الولاية 32 حادث مرور، تليها ولاية وهران التي سجل بها 29 حادثا ثم الجزائر العاصمة ب 25 حادث مرور و البليدة 25 حادث كذلك، ثم تلمسان 24 حادث مرور ومعسكر ب 23 حادثا. كما أحصت ولاية الشلف من جهتها 21 حادث مرور تليها كل من ولايتي عين الدفلة وسكيكدة بتسجيل 20 حادثا. أما ولايتي باتنة وتيبازة فقد سجل بهما 19 حادث مرور في حين سجل بولايتي تيارت وقسنطينة 18 حادثا، وأحصت ولايتي مستغانم وبرج بوعريريج 17 حادث مرور. ورغم الجهود التي بذلتها وما تزال تبذلها السلطات الجزائرية ولا سيما الوزارة الوصية على قطاع النقل ورغم التعديلات الصارمة التي أدخلت على القانون الجديد للمرور الذي فرض الصيانة الدورية للمركبات ونص على توسيع قائمة سحب رخص السيارة وجنحة السرعة. إلا أن حوادث المرور ما تزال في تزايد مستمر سنة بعد سنة حيث تأتي الجزائر على رأس القائمة كلما تم إحصاء عدد ضحايا حوادث المرور في العالم، حيث أنها تحتل حاليا المرتبة الرابعة عالميا والأولى مغاربيا من حيث حوادث المرور ، وهي وضعية جد مقلقة، ويمثل نقل البضائع عن طريق الشاحنات عبر الطرقات 85 في المائة من حركة السير مما يعكس ضعف النقل على مستوى السكك الحديدية الذي كان سيمتص جانبا من حركة النقل ويخفف من الضغط الذي تشهده الطرق لو أن السكة الحديدية كانت مستغلة كما يجب. وتتكبد الجزائر سنويا خسائر مادية تقدر بنحو 50 مليار دينار جزائري أي ما يعادل 5000 مليار سنتيم سنويا. ومن بين أبرز الأسباب في حوادث المرور بالجزائر هو عدم تطابق الحظيرة الوطنية للسيارات مع عدد الطرقات التي تقدر فقط بمليون وسبعة مائة ألف كيلومتر مربع مقارنة بعدد السيارات الذي ارتفع من مليون و مائتي ألف سيارة سنة 1985 إلى أربعة ملايين و ستة مائة ألف سيارة. جميلة بلقاسم:[email protected]