عقد زعيما أكبر كتلتين سياسيتين في العراق محادثات للمرة الأولى منذ الانتخابات غير الحاسمة التي جرت في مارس لكن لا يوجد ما يشير الى تحقيق انفراجة بشأن الحكومة القادمة في البلاد. واجتمع رئيس الوزراء نوري المالكي وإياد علاوي زعيم قائمة العراقية المدعومة من السنة في ظل إجراءات أمنية مشددة في مقر مجلس الوزراء بعد أسابيع من الجدل بشأن من الذي يحق له تشكيل الحكومة.ومن المقرر أن يجتمع البرلمان الجديد في العراق للمرة الأولى يوم الاثنين. وفازت قائمة العراقية التي يتزعمها علاوي بفارق صغير في الانتخابات التي جرت في السابع من مارس بدعم من الأقلية السنية التي هيمنت في وقت من الأوقات على الساحة السياسية في العراق.لكنه يواجه التهميش بسبب تحالف قائمة دولة القانون التي يتزعمها المالكي والتي جاءت في المرتبة الثانية مع التحالف الوطني العراقي الذي يضم رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والذي جاء في المرتبة الثالثة. وحذر علاوي وهو شيعي علماني ورئيس وزراء سابق من ان العراق يخاطر بالعودة الى حرب طائفية شاملة اذا حرمت قائمة العراقية من الحق في ان تتزعم حكومة. لكن بعض الحلفاء السنة يخشون من خطر الأبعاد التام عن الائتلاف الحاكم اذا استمر علاوي في الإصرار على تزعم الحكومة. والتحالف الشيعي الجديد مازال يحتاج إلى أربعة مقاعد لكي يحصل على أغلبية.وقال علي الدباغ المسؤول بقائمة دولة القانون وهو متحدث أيضا باسم حكومة المالكي المنتهية ولايتها ان هذا الاجتماع يفتح الباب امام اجتماع اخر بين الجانبين وسيؤدي الى تضييق الفجوة أكثر بينهما.وقال في قناة تلفزيون العراقية الحكومية انه ليس من العدل توقع ان يحل اجتماع واحد جميع المشاكل مضيفا ان كل الأطراف تتفق على انه من المهم ان تكون قائمة العراقية التي يتزعمها علاوي في الحكومة القادمة بشكل ما. ويحذر محللون من انه قد تنقضي عدة أسابيع أو عدة أشهر قبل ان يتم تشكيل حكومة عراقية جديدة مما يعني ان العراق سيكون من الناحية الفعلية بدون من يوجهه في الوقت الذي ينهي فيه الجيش الأمريكي العمليات القتالية في أوت قبل الانسحاب الكامل في العام القادم.وتزمع القوات الأمريكية خفض عدد جنودها من نحو 90 ألف جندي الى 50 الف جندي بحلول اول سبتمبر.وتقول واشنطن انها ستمضي قدما رغم الجمود السياسي بعد ان تراجع العنف في مجمله من ذروة إراقة الدماء في 2006 / 2007 .غير ان الشهرين الماضيين شهدا زيادة في القتلى والجرحى من هجمات المسلحين بينما يحاول المتشددون استغلال فراغ السلطة.