أكد أطباء جزائريون مختصون في داء تصلب الشرايين، على ضرورة اعتماد نظام غذائي متوازن للوقاية من مختلف أمراض القلب والأوعية الدموية ولاسيما ما يتعلق بتصلب الشرايين. إذ ترى البروفسور مليكة بوشناق أن الحمية الغذائية تؤدي دورا كبيرا في الوقاية من تصلب الشرايين، حيث تشير إلى أن هذا المرض يتطلب تغذية متوازنة والابتعاد عن النظام الأنغلوساكسوني الذي يعرف باسم ''ريجيم واسترن''، مع الحفاظ على ممارسة الرياضة بصفة منتظمة باعتبار أن الغذاء المتوازن أيضا عنصر مكمل للعلاج الطبي. قالت بوشناق الباحثة في التغذية، إن تصلب الشرايين أصبح يعرف انتشارا بالجزائر في السنوات الأخيرة نتيجة تغير النمط الغذائي ولجوء عدد كبير من السكان المحليين ولاسيما الموظفين إلى المأكولات السريعة. وتوضح المتحدثة أن النظام الغذائي المعتمد في منطقة البحر الأبيض المتوسط يرتكز على الوجبات الغذائية المحتوية على الخضر فهو قائم أساسا على الخضروات وله عدة مزايا، إذ يساهم في التخفيف من أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، داعية المجتمع الجزائري للمحافظة على هذا النظام، ملاحظة أن وجبة الفطور تبقى مهمة لجسم الإنسان ولاسيما للمصابين بمرض تصلب الشرايين. القلق أهم أسباب انتشار هذا المرض الخطير ويؤيد الدكتور صلاح الدين بورزاق، مختص في جراحة القلب والشرايين، ما ذهبت إليه البروفسور بوشناق، ويركز بدوره على الإجراءات الغذائية للوقاية من مرض تصلب الشرايين، متصورا أن الإرشادات المقدمة من قبل الطبيب المختص حول بعض المواد الغذائية المسببة لهذا النوع من الأمراض يجب أن تكون بصفة تدريجية، ما يعطي للمصاب فرصة الابتعاد عنها بصفة نهائية وتغيير نظامه الغذائي، من خلال تناول وجبات معتدلة وقليلة الدسم وتحتوي على الخضر والفواكه. ويدعو مختصون من الجزائر وألمانيا وفرنسا إلى الوقاية من داء تصلب الشرايين من خلال القيام بنشاطات رياضية تساعد على تجنب الإصابة بهذا المرض المفضي في الكثير من الحالات إلى الوفاة، كما يلح هؤلاء على تنسيق العمل بين المختصين بداء القلب والأوعية الدموية، ونظرائهم في مجال التغذية للتكفل الجيد بالمرضى مع الاهتمام في الوقت ذاته بالجانب النفسي، حيث اعتبروا أن القلق من بين أسباب انتشار هذا النوع من الأمراض المؤدية إلى الوفاة. ''أطباء من أجل الوقاية'' تدعو إلى مكافحة التغذية غير المتوازنة من جانبه، ينادي البروفيسور سيد أحمد بن أشنهو، رئيس جمعية ''أطباء من أجل الوقاية''، بالقيام بحملة تحسيسية واسعة تشمل مختلف الأوساط لتنبيه المواطنين وتحسيسهم بمسببات ومخاطر الإصابة بمرض انسداد وتصلب الشرايين أو ما يصطلح عليها بال ''أتيروزكليروز''. وحث بن أشنهو كافة الفعاليات الطبية ولاسيما الأطباء المختصين والجمعيات الناشطة في الحقل الصحي، على المساهمة في تحسيس وتوعية الجزائريين بمخاطر تصلب الشرايين، ويشير بن أشنهو إلى الدراسات الحديثة التي أثبتت عدم دراية معظم الأشخاص بمخاطر ومسببات هذا الداء الذي تبقى أعراضه متنوعة وغير واضحة للأشخاص العاديين، مبينًا أن آخر تحقيق علمي أجري بالجزائر من خلال معالجة عينة، أفضى إلى اكتشاف نسبة تقدر بنحو 70 بالمائة من المصابين بأعراض مرض تصلب الشرايين، وتزيد أعمار الأشخاص المعنيين عن سن الخمسين. وشهدت الجزائر أخيرا تنظيم مؤتمر علمي شارك فيه أطباء من الجزائر وفرنسا وألمانيا، وجرى خلاله مناقشة عدد من الطرق والمناهج الطبية الحديثة في علاج مرض تصلب الشرايين، إضافة إلى تبادل التجارب والخبرات في ميدان الوقاية منه، كما تم التطرق إلى مختلف الأعراض الصحية الناتجة عن هذا المرض، على غرار البدانة والسمنة البطنية أي تجمع الدهون على مستوى البطن، والغثيان وانعكاس ذلك على صحة القلب والدماغ، ومخاطر التدخين.