في ظل توقع المختصين إصابة نصف الجزائريين بارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، دعا كل من البروفيسور براح والبروفيسور بوحويتة، بالإضافة إلى البروفيسور الفرنسي ميشال كرامبف وهو أستاذ في جامعة الطب بنانت الفرنسية، إلى ضرورة اهتمام المواطن الجزائري لاسيما الذي يقع تحت ضغط العمل خصوصا فيما تعلق بالنظام الغذائي إلى مزيد من الحركة والرياضة والإقلاع عن التدخين واستهلاك الوجبات السريعة والبعد عن التوتر وكل أشكال القلق. وفي هذا الصدد، كان مخبر فايزرPfizer قد نظم ليلة أمس الأول الخميس ندوة علمية حضرها 500 ممارس مختص في أمراض القلب والكولسترول، قدموا من كل جهات الوطن، حيث جرى إيضاح خطورة الإصابة بارتفاع نسبة الكولسترول في الدم والتي من شأنها أن تتسبب في تعقيدات على مستوى القلب والأوعية الدموية .. وكانت هذه الإشكالية وغيرها محل نقاش معمق دار بين الأساتذة المحاضرين والأطباء والمختصين في مجال طب أمراض القلب وارتفاع الدم والشرايين، حيث أوضح هؤلاء أنه بدءا من سن الأربعين في حالات قبل بلوغ هذا السن، أنهم لمسوا إصابة هذه الفئة بارتفاع نسبة الكولسترول وهذا بسبب ترسب لويحات الكولسترول في الشرايين، مشيرين إلى أنه وعلى الرغم من أهمية تواجد هذه المادة الدهنية في جسم الإنسان، إلا أن نسبة ارتفاعها في الدم تسبب ضررا، وتعتبر أحد عوامل التغيرات المسجلة في نمط حياة الجزائريين من خمول بدني ونظام غذائي غير صحي، بالإضافة إلى توفر عوامل أخرى كالتدخين ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، والإجهاد وارتفاع الكولسترول. وأضافوا أن كل هذه الأسباب تؤدي إلى خطر الإصابة بأمراض القلب وتشنج الأوعية الدموية. من جهته قال الدكتور ميشال كرامبف في الكلمة التي ألقاها على مسامع الحضور ''إنه من الضروري تحديد الهدف من هذا الاجتماع، وإدراك خطورة الوضع والحاجة إلى توعية الرأي العام، مؤكدا أن أفضل علاج هو الوقاية وتحديد العوامل المسببة لحدوث أمراض القلب والشرايين في وسط الأفراد''. وأكد الدكتور في هذا الشأن أن العامل الأول في زيادة مستوى الكولسترول هو بلا شك ودائع الكولسترول السيئ التي تشكل حاجزا على جدران الشرايين، والسدادات في مقابل وجود مستوى منخفض من الكولسترول الجيد الذي يعد عاملا من عوامل نظافة الشرايين، مشيرا إلى أن الكولسترول الضار هو القاتل الحقيقي، مضيفا أن ''الناس لا يتنبهون لقياس مستويات الكولسترول في الدم، موضحا أن ارتفاع الكولسترول في الدم هو أحد العوامل الرئيسية المتسببة في أمراض القلب، حيث يمكن اكتشافه بعد اختبار يجريه الطبيب، مشيرا إلى أن ارتفاع مستويات الكولسترول يمكن أن تتراكم ببطء في جدران الشرايين التي تغذي القلب والمخ، وفي حال نشوء كتل فإنها تسبب جلطة الشريان الضيق، أو أزمة قلبية. وقال الخبير الطبي الفرنسي ''صحيح أن 25 بالمائة فقط من الكولسترول تأتي من الطعام الذي نأكله، وال 75 المتبقية يتم تصنيعها من قبل الجسم، لكنه أكد أنه من الضروري أن نهتم أكثر بما نأكل، منبها إلى أن سكان المغرب العربي وشمال إفريقيا، يتبعون واحدا من أفضل الوجبات الغذائية في العالم، إذ يتبعون حمية غذائية مكونة من الحبوب والزيت والسمك. في مقابل هذا أكد المتحدث أن مستويات عالية من الكوليسترول ووجود عوامل أخرى مثل السكري والتدخين والبدانة تزيد بنسبة 50 مرة من خطر الإصابة بأمراض القلب، مؤكدا أن ''الستاتين'' هي المعالجة المختارة لتحقيق الأهداف العلاجية من حيث خفض مستوى الكولسترول عند الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.