اعتبر وزير الهجرة والهوية الوطنية الفرنسي وجود 17 لاعبا ولدوا في فرنسا ضمن صفوف المنتخب الجزائري دليلا على أن تاريخ ما بعد الاستعمار لم يتم هضمه واستيعابه بعد في العلاقات بين البلدين اللذين تربطهما تحديات وفرص للتعاون. وقال بيسون خلال مقابلة أجراها معه موقع ''كرونوفوت'' في رده على سؤال متعلق بعدم وجود لاعبين مغاربة في صفوف المنتخب الفرنسي الذي خاض المونديال، وإن كان يعتبر اختيار 17 لاعبا من المولودين في فرنسا الانضمام إلى الخضر أكبر دليل على عدم حب الشباب القادم من شمال إفريقيا لفرنسا ''هذا تأكيد على وجود رابط كبير وقوي جدا بين الجزائروفرنسا، مع كل ما ينطوي عليه هذا الرابط من تحديات وفرص، وتاريخ ما بعد الاستعمار لم يتم هضمه واستيعابه''، مبينا أن علاقة عدم الانسجام بين الجانبين لازالت موجودة، حيث قال في هذا الشأن ''علاقة التنافر لا تزال موجودة''. وبالرغم من هذا الوضع، إلا أن بيسون يرى أنه من الإيجابي أن يكون ''الفرنسيون وراء المنتخبات الفرانكفونية كالكاميرون ووكوت ديفوار والجزائر''، معتبرا في موضوع ذي صلة أنه من المؤسف غياب بن زيمة وناصري المنحدرين من الجزائر وبن عرفة ذي الأصل التونسي عن صفوف منتخب الديكة الذي شارك في مونديال جنوب إفريقيا. وتأتي تصريحات بيسون في وقت تعالت فيه الأصوات المنددة بوجود العنصرية داخل المنتخب الفرنسي، ومن المحيط الخارجي خاصة بعد أن اقتحم الجمعة الماضية متطرفون فرنسيون مقر اتحاد الكرة، مبينين أنهم يريدون فريقا أبيضا ومسيحيا، وليس منتخبا مسلما وأسودا، كما رددوا هتافات أطلقها حزب الجبهة الوطنية المتطرف والتي تقول ''نحن في فرنسا ولسنا في الجزائر''. ورأت بعض الأطراف أن إخفاق المنتخب الفرنسي مرده افتقار عناصره التي في معظمها من المهاجرين للروح الوطنية والقيم المشتركة والشرف الوطني، وفي هذا الإطار قارن الفيلسوف آلان فينكيلكروت، الذي كثيرا ما انتقد إخفاق بلاده في استيعاب المهاجرين في المجتمع، لاعبي المنتخب بالشبان الذين يثيرون الشغب في ضواحي المدن الفرنسية، وقال في مقابلة إذاعية ''نملك الآن الدليل على أن المنتخب الفرنسي ليس فريقا بالمرة بل عصابة من المشاغبين لا تعرف سوى أخلاقيات المافيا''. ووسط هذا الجو العنصري، حذرت وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون المدينة فضيلة عمارة المنحدرة من أبوين جزائريين، من أن ردود الأفعال على خسارة المنتخب اتخذت طابعا عنصريا. وقالت فضيلة مخاطبة تجمعا للحزب الحاكم إن هناك ميلا لإضفاء طابع عرقي على ما حدث، مشيرة إلى أن الكل يعد سكان الضواحي مذنبين ويشككون في قدرة أولئك المنحدرين من أصول مهاجرة على احترام الدولة. وانتقدت الوزيرة طريقة تعامل الرئيس نيكولا ساركوزي مع حوار حول الهوية الوطنية، وحذرت من أن كل الديمقراطيين والجمهوريين في البلاد سيكونون هم الخاسرين في هذا الهجوم ذي الصبغة العرقية على المنتخب الفرنسي. ورأى المؤرخ الرياضي بمعهد الدراسات السياسية في باريس فيليب تيتاغ أن الاتجاه الخفي للعنصرية ظاهرة ''غير صحية، لكنها واحدة من الإفرازات المتوقعة للهزيمة في كأس العالم''.