أثار ظهور العلم الإسرائيلي خلال مباراة هولندا والبرازيل ، ثم في مباراة غانا والاورجواي واللتين أقيمتا مساء أمس ضمن الدور ربع النهائي لكأس العالم، دهشة المشاهدين بما في ذلك معلق قناة الجزيرة الرياضية حاتم بطيشة الذي صرخ على الهواء مباشرة ''ماذا تفعل هنا ؟'' ، في إشارة إلى أن إسرائيل ليست ذات مستوى كروي، ولا مبرر لإقحامها في منافسات من هذا النوع الراقي . وفشلت إسرائيل على الدوام في بلوغ نهائيات كأس العالم ، على الرغم من مشاركتها المنتظمة في التصفيات الأوروبية المؤهلة لهذا العرس العالمي ، غير أن ذلك لم يمنع ظهور علمها في عدد من البطولات السابقة ، خصوصا بطولة 2006 , حيث قام لاعب غاني يحمل العلم ذي الخطين الزرقاويين واللذين يرمزان لحدود الأسطورة اليهودية عن '' ارض الميعاد '' والجري به حول الملعب عقب الفوز بإحدى المباريات، وهو الموقف الذي تبرأت منه الخارجية الغانية، مجددة تأييدها لحقوق الشعب الفلسطيني. وخلال مباراة البرازيل وهولندا والتي انتهت بفوز الهولنديين ظهر العلم الإسرائيلي في المدرجات، ثم وهو يرفرف احتفالا بهدف ويسلي شنايدر الثاني في مرمى الحارس خوليو سيزار ، وهو مشهد ركزت عليه القناة الرياضية بالتليفزيون الإسرائيلي خلال تحليلها للمباراة، وكأنها تقول لمشاهديها :'' لا تقلقوا إننا هناك ''. ودفع رفع العلم الإسرائيلي كثيرا من محبي الكرة الهولندية في الدول العربية إلى تغيير موقفهم خلالالمباراة ، خصوصا وأن المشجع الذي حمل هذا العلم كان مصرا على وضعه إلى جوار العلم الهولندي وكأنهما علمين لدولة واحدة . ومنح فوز الفريق الهولندي بالمباراة الفرصة لتكرار هذا المشهد خلال لقاء الفريق القادم في الدور ربع النهائي ، والمتوقع أن يكون ضد المنتخب الاسباني صاحب الشعبية المعروفة على الساحة العربية . ويمثل رفع العلم الإسرائيلي في مباريات الهولنديين، بما في ذلك مباريات الدوري المحلي أمراً معتادا نتيجة الوجود اليهودي التاريخي في أمستردام ، حيث تدعي الحركة الصهيونية أن اليهود الفارين من اضطهاد هتلر وجدوا في نادي اياكس الشهير مركزا لحمايتهم ، ولذلك بادروا بتأسيس الرابطة الرسمية لمشجعيه وجعلوا من العلم الإسرائيلي شعارا لها . وتشهد مباريات أياكس باستمرار ظهورا للعلم الصهيوني، الأمر الذي دفع مشجعي فريقي فينورد روتردام وايندهوفن تتبنى مواقف مناصرة للفلسطينيين تصل لحد الهتاف بشكل جماعي لحركة المقاومة الإسلامية '' حماس'' . أما في مباراة غانا ، فجاء رفع العلم الإسرائيلي جزء من حالة إعجاب افريقية متنامية بالدور الذي تقوم به تل أبيب في مساعدة فقراء القارة من خلال مشروعات زراعية وصحية . كما أنها تعكس نجاح إسرائيل في استقطاب المواهب الغانية الصاعدة للعب في أنديتها التي تمنحهم فرصة للانتقال فيما بعد للدوريات الأوروبية