أكد شيخ زاوية الهامل المأمون القاسمي الحسني على وجود تيارات تكفيرية في الجزائر خاصة بعد قضية الأئمة الذين رفضوا الوقوف لتحية النشيد الوطني، وندد بالحادثة لأن حسبه تلاحم القيم الروحية والوطنية كان دائما هو ضمان وحدة الشعب الجزائري، وسر تماسكه على تعاقب العصور والأجيال. ودعا الشيخ المأمون القاسمي خلال محاضرته أول أمس بالمركز الثقافي الإسلامي والتي حملت عنوان ''من أجل تأهيل الأجيال لحمل أمانة الاستقلال'' وبمناسبة الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب دعا الجيل الجديد إلى التحلي بالهمم العالية التي تحلى بها أباؤنا وأجدادنا الذين خاضوا معارك التحرير لإعلان كلمة الله وذلك بهدف مواصلة مسيرة بناء الجزائر واستكمال مقومات الاستقلال. وأضاف ذات المتحدث أن أمانة الاستقلال والشهداء هي عهد برقاب الجيل الجديد الذي يجب أن يتربى على القيم والمبادئ الروحية والوطنية من خلال التركيز على المنهج التربوي الذي يحصن الأجيال، ومن تم تأهيلهم إلى مواجهة الآثار السلبية للعولمة التي يعدها الغرب ويعهد بتنفيذها عبر وكلائه، كما دعا الشيخ المأمون وسائل الإعلام إلى حماية المجتمع من التصورات المضللة التي يسوقها الإعلام المعادي باسم حرية التعبير وهي في واقعها تقلب سلم القيم. وحث شيخ زاوية الهامل المؤسسات الاجتماعية والثقافية والتربوية على الاعتماد على المنهج الإسلامي كونه منهج الوسطية والاعتدال، إلى جانب ذلك قدم المأمون قاسمي خلال محاضرته بعض النقاط الأساسية التي من شأنها إصلاح الجيل الجديد والمتمثلة في معرفة الحقوق والواجبات والالتزام بها، حبس همم الشباب لطلب العلم، وكذلك ربط العلم بالعمل والحث على حبهما معا وذلك من خلال استثمار الوقت فيما يعود بالفائدة عليه وعلى المجتمع. بالإضافة إلى ذلك يقول المأمون القاسمي يجب تأهيل الشباب للحياة العملية والجماعية القائمة على المودة والرحمة، وتوجيههم إلى معالي الأمور ليكونوا أقوياء الهمة، وكذا وضع الشباب أمام القدوة الصالحة والأخذ بتجارب الكبار والاستفادة من حكمتهم وحنكة الشيوخ بداية من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام إلى عهد الاحتلال، كما يجب حسبه غرس الوازع الديني ليشب الفرد على مراقبة النفس حتى يكون أمينا على الأعراض فلا يعدو عليها وليكون أمينا على الأموال فلا يعتدي عليها لأنه يستشعر مراقبة الله. وفي الأخير ندد المأمون القاسمي بتيارات الغلو والتطرف التي تأثرت بها طائفة من شباب الأمة كونها تصدر فتنة التكفير، والتي لم تجن منها الأمة سوى التشتت والتفرق واختلاف القلوب وتزهيد المسلمين في خير ما يجب الاتجاه إليه.