دعا مشايخ الزوايا الرحمانية في اطار الوقفة الفكرية لاخوان الرحمانية التي جمعتهم نهاية الاسبوع بقاعة الاطلس، شعب الجزائر إلى التحصن بالقيم الروحية والوطنية اقتداء بما كان عليه اسلافنا لمقاومة العنف والتطرف. وقال شيخ زاوية الهامل محمد المامون القاسمي'' نحن اليوم اكثر من اي وقت مضى بحاجة إلى إن تلتف الصفوف، وتتوحد الكلمة، وان تتوجه كل العناية إلى مايحقق مصلحة الجزائر، وجعل وحدة الامة اكبر همنا، وأن نعتصم بهذه القيم لرد كيد الكائدين، ونبرهن اننا امة واحدة تسودنا الاخوة والمحبة ''، على اعتبار ان تلاحم القيم الروحية والوطنية هو سر تماسك هذا المجتمع وبقائه محصنا. واوضح الشيخ القاسمي إن رسالة الزاوية الرحمانية تكمن في نشر قيم التسامح واشاعة روح السلام بين افراد الامة الجزائرية ''وعليه ينغبي علينا نحن الجيل الصاعد أن نتحصن بهذه القيم '' . وفي توضيحه الهدف من هذه الوقفة الفكرية اشار القاسمي لاهمية احياء تراث الصالحين من رجال الامة ممن كان لهم الفضل في حسن الذكر من خلال الوقوف عند الطريقة الرحمانية لمؤسسها العالم محمد بن عبد الرحمان القشطولي الشريف الحسني، الذي يعتبر مفتاح هذه الطريقة الذي جاب دولا كثيرة للنهل من العلم. وبهذه المناسبة عرج القاسمي على اهم المحطات في حياة عبد الرحمن القشطولي الذي تلقى اولى تعليمه الفقهي بالازهر الشريف وعمره لا يتجاوز 20 سنة، ليذهب بعدها الى القاهرة ثم دارفور حيث عمل على نشر مبادىء الاسلام، وقضى فيها ستة سنوات ثم عاد إلى القاهرة، بعد أن تزود بزاد كبير من العلم، ليعود إلى ارض الوطن وانشاء زاويته الاولى في قرية بونوح بولاية تيزي وزو، ثم انتشرت الطريقة في باقي انحاء الوطن، كما توقف القاسمي عند اهم مميزات الطريقة الرحمانية باعتبارها الطريقة الجزائرية الوحيدة التى استطاعت أن تربط برباط وثيق بين جميع مكونات الشعب الجزائري المسلم، رغم اختلاف ثقافاته وعاداته وتعدد لهجاته، وكانت بمثابة الرابط الروحي، فجمعت بين التربية والجهاد، وبين القيم الروحية والقيم الوطنية، حبث كان تلاحمها عبر الاجيال هو سر قوة هذا الوطن وبقائه ثابتا يقول القاسمي. ويعود القاسمي ليؤكد أن الطريقة الرحمانية مازالت تبث القيم الروحية والوطنية الى يومنا هذا. وفي سياق مماثل اثار القاسمي مسألة الارشيف الذي مازالت تتمسك به فرنسا، مؤكدا أن اغلبه يعود للجزائر، ونسبة كبيرة منه تتعلق بالزوايا على اختلاف انواعها سيما منها الزاوية الرحمانية .