تدخلت الزوايا على خط ما أصبح يعرف بقضية الأئمة الرافضين الوقوف لتحية النشيد الوطني، حيث سارعت مشيخة الزاوية القاسمية الهامل إلى إصدار بيان موقع من قبل الشيخ مأمون القاسمي يشدد على رفض أي افتعال للتعارض بين الوطنية والإسلام، ويدعو السلطات في البلاد إلى العمل دون هوادة للتصدي للأفكار التكفيرية الدخيلة على الجزائر. جاء في تصريح للشيخ المأمون القاسمي الحسني معلقا على رفض الأئمة الوقوف للنشيد الوطني في بيان الزاوية الذي حصلت ''الحوار'' على نسخة منه ''إن هذا السلوك المشين ينم عن قصور في الفكر وجهل بمقاصد الدين، إن كل وطني صادق يرفض أي افتعال للتناقض أو التعارض بين الوطنية والإسلام، فالوطنية من صميم الإسلام وحب الوطن من الإيمان. وإن تلاحم القيم الروحية والوطنية كان دائما هو ضمان وحدة شعبنا، وسر تماسك مجتمعنا، على تعاقب العصور والأجيال''. وأضاف شيخ الزاوية القاسمية'' يتعين على بلادنا أن تعمل دون هوادة، لتعزيز عوامل التلاحم والانسجام، وحماية شعبنا من المخاطر التي تهدد وحدته الجامعة. ودعا الدولة إلى التصدي بحزم وصرامة للتيارات الدينية المفرقة التي تهدد وحدتنا العقدية والمذهبية، ولاسيما التيار المصدر لفئة التكفير، وتبديع المسلمين، والذي لم تجن منه الأمة سوى الفرقة والنزاع واختلاف القلوب وجفاف الأرواح، فضلا عن تزهيد طائفة المسلمين في قدوتهم، وحجبهم عن مصادر النور كيلا ينفذ إلى نفوسهم''. ويأتي هذا الأمر بعد الجدل واللغط الكبيرين اللذين خلفهما موقف الأئمة الأسبوع الماضي، حيث رفضوا الوقوف لتحية السلام الوطني وقد اعتبره البعض خروجا عن كل القيم الوطنية والأفكار الدخيلة على الشعب الجزائري الذي تشبع من الأفكار الوطنية وشرب من منهل تضحيات الشهداء الأبرار. وكان قبلها وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله قد أكد في حفل تخرج دفعتين من الطلبة الأئمة لمعهدي دار الإمام والقراءات بالجزائر العاصمة أول أمس على ضرورة ''الاعتزاز بالوطن''، معتبرا أن ''الاستهزاء بالوطن هو استهزاء بالدين'' وحثهم على ''التعمق في تاريخ الجزائر ودراسة سير شخصياتها وعلمائها والاستفادة منها في عملهم''. وتوقف الوزير في إطار حديثه عند التضحيات التي قدمها الجزائريون من أجل أن يجد شباب اليوم كل ظروف تحصيل العلم والتمدرس، بحيث أشار إلى أن ''شاعر الثورة مفدي زكريا كتب النشيد الوطني ''قسما'' وهو في سجن سركاجي الذي شهد استشهاد العديد من أبناء هذا الوطن نصرة للإسلام وللجزائر.